أمر يبعث على الراحة بعد أن كشفت هيئة النزاهة العامة في العراق عن ادانة 1736 مسؤولا عراقيا بتهم فساد مالي خلال العام الماضي 2014 بلغت قيمة الاموال المسروقة فيها 300 مليون دولار بينهم 4 وزراء و53 مديرا عاما وأكدت تخلف العديد من كبار المسؤولين عن تقديم إقرارات ذممهم المالية وأوصت بضرورة الاستمرار بجهود وضع الاستراتيجية الوطنية لضمان سياسات عامة منهجية منسقة لتلبية التزامات مكافحة الفساد ودعم النزاهة والشفافية والمسائلة بالتوافق مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. غير ان الذي يثير الانزعاج و القلق هو ان هناك سياق متضاد و مخالف لإتجاه هيئة النزاهة العامة، يعمل کل مابوسعه من أجل إبعاد کبار حيتان الفساد عن دائرة المسائلة و المحاسبة من خلال خلق عراقيل و مشاکل بوجه عمل الهيئة.
التقارير التي نقلت خبر حرق غرفة العقود في وزارة الصناعة التي کما هو معروف فيها مختلف الملفات و العقود و الوثائق و المستمسکات التي عن طريقها يتم فضح و کشف صفقات الفساد المليونية لوزير الصناعة و المعادن أحمد الکربولي المعروف بفساده المالي و الاداري منذ أن تسلم مهام عمله بتأريخ 25 کانون الاول عام 2011، والمقرب و المحسوب على نوري المالکي و الذي طالما تمت حمايته من المسائلة و الاستجواب من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالکي الذي کان يستميت في الدفاع عنه.
حرق غرفة العقود هذه تمثل في الحقيقة خط الدفاع الاول لحيتان الفساد والذي يعتبر المالکي على رأسهم و محورهم الاساسي، وان کشف و إدانة الکربولي يعتبر العد التنازلي لإستدعاء المالکي و إستجوابه، ولذلك فإن إفتعال حريق غرفة العقود في وزارة الصناعة و المعادن، يمکن إعتباره عملا مشبوها ذو طابع مافيوي بحت، وهو يحدث في وقت تجري فيه مسائلة و محاسبة المسؤولين عن سقوط الموصل و الذي يحاول المالکي کعادته التهرب من المسؤولية رغم انه کان القائد العام للقوات المسلحة و بالتالي فهو يتحمل المسؤولية الاساسية و الکبرى عن سقوط الموصل، ومثلما يحاول التهرب من المسؤولية هناك يبذل نفس المساعي فيما يتعلق بالتحقيقات الجارية بشأن الفساد.
إستشراء الفساد و إنتشار النعرات الطائفية و تراجع الحس و الشعور الوطني و تراجع دور العراق و تأثيره و إزديادد نفوذ ايران في العراق بصورة غير مسبوقة، کل ذلك و امور مشبوهة أخرى قد جرت خلال 8 أعوام من الحکم الفاسد للمالکي و الذي أذاق العراق الامرين، وان جميع العراقيين يعلمون علم اليقين أن الفاسد الاکبر و المتسبب الاکبر في سقوط الموصل و في إنتهاك سيادة العراق الوطنية، هو نوري المالکي، والسؤال هو: لماذا يتحاشونه و الکل يعلمون ان المدان الاول؟
مقالات اخرى للكاتب