في 21 من اذار من كل عام يحتفل الاخوة الكرد ويشاركهم العراقيون اجمع بالنوروز ,وتعني يوم جديد باللغة الكردية, آو كما يعرف لدى الناس بعيد الربيع ,حيث تكتسي الارض بغطاء اخضر وتختفي قسوة برد الشتاء وتحل النسمات العذبة ولمسات الطبيعة الساحرة ,ولكن الحقيقة انهم لا يحتفلون بالربيع وحده ,بل ان هذا اليوم لديهم يمثل رمزا للتحرر من الظلم والطغيان, والاستبداد والقسوة وحلول العدل والسلام والحق فهذا اليوم مرتبط ببطل القصة كاوه الحداد الذي تمكن من قتل الحاكم الظالم الذي كان يتفنن في التعذيب ,حسب ما تنقل الرواية فقد بلغ درجة من القسوة انه كان يطعم ادمغة الناس للطيور ويستخدم اساليب غاية من الشدة مع رعيته, فأصبح نهاية عهده في مثل هذا اليوم رمزا للانتصار والسلام والامن والخير والمحبة لكن تأتي ذكراه هذه المرة متزامنة مع احداث اليمة عصفت بالعراق , ربيع من نوع جديد, لم تحمل نسماته عبق الورود بل رائحة البارود, ولم تتزين الارض باللون الاخضر بل باللون الاحمر, فقد هبت رياح الارهاب بأرض العراق لقد قتل كاوه هذه المرة في شوارع بغداد لأ كثر من مرة, نعم فكل واحد من الضحايا الذين ارتقت ارواحهم الى السماء كان يمثل رمزا للخير ومشروعا" للسلام , ارواح بريئة تحمل احلاما" مختلفة انتهت رحلتها لهذا الحد, فقد سحقت قدم الهمجية على الزهور واحرقت نار حقدهم اجنحة الفراشات, ولم يلتقي دجلة والفرات بمحبيهم بل انشغلوا عنهم بدفن الاحبة ,لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ,هل حقق القتلة اهدافهم؟ وهل انتصروا بهذه الطريقة ؟ الجواب قطعا" لا فالمظلوم سينتصر على الظالم كما انتصر الدم على السيف في كربلاء الاباء, فلا زالت قباب ابا الاحرار الحسين (عليه السلام) تعانق السماء عبر الزمن, فأصبح للشهادة سيدا" وللكرامة رمزا” ,وللثوار قبلة" وللعاشقين مزارا", وفي طريق الحق منارا" ينير القلوب قبل الدروب, وللبشرية معلما", وللأمم ملهما", فمهما طال الزمن سينتصر الحق ولو بعد حين كيف لا وقد قال الباري في محكم كتابه ,العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحين), وستحكي دماء الشهداء قصصا" عبر الزمن وتسجل عبر التاريخ ما لحق بها من الظلم والاذى. فعذرا منك ايها الربيع لقد قتلت في بلادي ولن نهنئ بعضنا بقدومك بل انشغلنا عنك بتقديم التعازي..
مقالات اخرى للكاتب