بعد ان ثبت فشل اجهزة كشف المتفجرات "آي دي" مع ما رافقها من نزف من دماء واموال العراقيين والتي استخدمت منذ عام 2009 عدنا الى المربع الأول ولم يتم الأستفادة من هذه الفترة من اجل تطوير عمل الأجهزة الأمنية , والأن ماذا سيفعل المنتسب بعد ان تم سحب هذه الأجهزة غير النظر في وجوه راكبي العجلات في السيطرة .
هناك توجه من قبل وزارة الداخلية على استخدام الكلاب المدربة "البوليسية " في السيطرات للكشف عن المتفجرات لسد الفراغ الأمني الحاصل بعد اكتشاف عدم فاعلية اجهزه "آي دي":، ليس المقصود هنا بالفراغ الأمني هو التواجد وانما طريقة العمل التي اعتمدت على هذا الجهاز فقط ولم يتم ايجاد طرق اخرى بديلة للتعويض عما خلفه هذا الفراغ، وها هي نتيجة التخبط بانت جلية عبر الدماء العراقية الطاهرة التي أريقت والأرواح البريئة التي ازهقت هذا اليوم والأيام السابقة .
الأستعانة بالكلاب لمساعدة الأنسان في بعض الأعمال هي قديمة قدم الحضارة حيث تدلنا المنحوتات الأشوريةعلى استخدام الكلاب، حيث صوروا الكلب في منحوتاتهم وخاصة كلاب الصيد او في مناظر الصيد , اما في الحراسة فقيل ان نبي الله نوح عليه السلام هو اول من اتخذ الكلب للحراسة , وذالك لحماية سفينته من المخربين اثناء صناعتها , وقد ورد ذكر الكلب في القرأن الكريم في سورة الكهف اربع مرات وفي سورة الأعراف مرة واحدة وسورة المائدة مرة واحدة، وتم التطرق اليه في المخطوطات التاريخية لأهميته كمظهر من مظاهر الحضارة، حيث يذكر الجاحظ في كتابه الحيوان بأن (لايكون البنيان قرية حتى ينبح فيه كلب ويزقو فيه ديك ) هناك بعض الصفات التي يحملها الكلب دفعت الإنسان للإستفادة منه وهي، الذكاء، الصبر، والإلفة، يوردها الجاحظ في كتابه حين يقول ( الكلب يعرف صاحبه، وهو والسنور يعرفان اسمائهما ومنازلهما ومواطنهما، إذا طردا رجعا، وإن اُجيعا صبرا، وإن اُهينا أحتملا ) .
الكثير من الدول ومنها العراق تستخدم الكلاب المدربة لماتحمله من صفات وماتتمتع به من حاسة شم قوية ومميزة لأقتفاء آثار الجريمة، إضافةً الى صفات اخرى تناسب وضعنا في العراق، منها الحيادية فألمجرمين لديها سواسية كأسنان المشط، كما أنها لاتخضع للضغوطات السياسية ولا تؤمن بالمحاصصة .
بعض الدول تسخدم الكلاب المدربة في كشف العجلات المفخخة ولكن على نطاق محدود أي في المناطق الحيوية فقط والتي تكون اعداد العجلات الداخلة اليها قليلة جداً وقد اثبتت فاعليتها، اما استخدامها في الشوارع العامة فهناك عقبتان تمنع ذلك:
الأولى: نحتاج الى اربعة كلاب في كل سيطرة على اقل تقدير لتعمل على مدار اربع وعشرون ساعة في اليوم الواحد، وعند ضرب هذا الرقم في عدد السيطرات تخيلوا الناتج، ومن سيورد الينا هذا العدد من الكلاب المدربة.
الثانية: إن هذه الحيوانات سلاحها حاسة الشم وعندما تفقد هذه الحاسة تصبح عديمة الفائدة حالها حال اجهزة كشف المتفجرات الفاشلة، وان طول فترة بقائها في الشوارع العامة يعرضها لأبخرة عوادم العجلات وبالتالي يفقدها سلاحها الوحيد.
لست من المختصين بالكلاب المدربة ولكني من المختصين بحب هذا البلد وشعبه، واتمنى مخلصاً على المعنيين في وزارة الدفاع والداخلية عرض الموضوع على لجنة متخصصة حقيقية ليست من لجان ( عد عيناك سيدي ــ اوتأمر استاذ )لأعطاء رأي مهني صريح، وذلك حفاظاً على دماء العراقيين واموالهم.
مقالات اخرى للكاتب