الوظيفة الاعلامية المهمة في تشكيل الافكار ومحاولة توجيهها في مسارات معينة تتوافق مع اغراض رسائلها ، لذا فان من مصلحة الاحزاب والتيارات السياسية تبني وسائل اعلامية ورسم سياساتها واسس منطلقاتها وتوفير الامكانات الكبيرة لها لتتمكن من تحقيق اغراضها وفي مقدمتها عملية جذب الجماهير من خلال اقناعها بأديباتها وفكرها وفلسفتها وأيدولوجيتها وعرض انشطتها وفعالياتها بصورة تعكس عمق اتصالها وارتباطها بالجماهير والاعلان عن مواقفها اتجاه الاحداث والمستجدات على الساحة السياسية ، ويمكن من خلال تلك الوسائل الاعلامية توجيه الانتقادات وطرح الآراء المعارضة لعمل جهة سياسية اخرى وتسليط الضوء على مناطق الضعف في خطابها الاعلامي السياسي ورسم اشكال اخفاقاتها وفشلها في ادارة الازمات والمشاكل في المجتمع وايصالها الى الرأي العام للتأثير عليه بغرض تغيير اعتقاده ورأيه وسلوكه ودفعه باتخاذ الموقف السلبي من التوجه السياسي الاخر المستهدف من الحملة الاعلامية ، لذا عملها يكون اقرب الى الترويج الدعائي او الاعلان المستمر وتوظيفه لخدمة صالح تلك الجهة السياسية لزيادة شعبيتها وتعبئة المواطنين لصالحها بعد التهيئة اللازمة للقبول بالقيم والمفاهيم التي تتبناها عبر رسائل البرامج الاعلامية التي تقدمها ، اي بعبارة اخرى تم تحديد مسارات ذلك الاعلام بهدف محدد بمنافع الجهة السياسية واحيانا كثيرة على حساب الحقيقة والصدق في نقل المعلومة والحدث حيث يمتهن التحجيم والتضخيم وفق مقتضيات المصلحة وامتهان اسلوب التحريف والتضليل والتسقيط والتشويه والطعن بالشرعية للجهات السياسية المقابلة 0المستهدفة) وغرس مثبطات في فاعلية المواطن بالمشاركة السياسية وفق القيم والمعاني العليا للانتماء الوطني ، ونلاحظ الكثير منها يحاول دائما افتعال الاحداث وتسويقها لزعزعة الاستقرار السياسي وشحنه بعناصر الضعف والتفرقة بين مكونات الشعب وفق استراتيجيات مخطط لها لتنفيذ اجندات معينة تتعلق بهذه المجموعة السياسية او غيرها في المشهد السياسي .
مقالات اخرى للكاتب