اتفقت القيادات العراقية في المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام على عقد اجتماع مغلق في احدى القاعات الصغيرة حضره شخصيات بارزة منها السيد عبد العزيز الحكيم وفريق عمله ممثلا بالدكتور حامد البياتي ممثل المجلس في لندن والسيد عادل عبد المهدي وكان احد كبار المفاوضين في المؤتمر وكنت الرابط بين السيد الحكيم وشهيد المحراب الذي كان يتابع المؤتمر من خلالي لحظة بلحظة.
بدا الاجتماع وكان من بين الحاضرين السيد البارزاني وفريق عمله والطالباني ومساعديه والسفير زلماي ومساعديه والدكتور احمد الجلبي الذي كان الرجل المحوري في المؤتمر صانع قانون تحرير العراق والشريف علي بن الحسين والسيد محمد بحر العلوم الذي كان له دور اساسي كبير في المؤتمر وتقريب وجهات النظر المختلفة وقد استمر الاجتماع حتى ساعات الفجر الاولى فيما كنت اضع شهيد المحراب في طهران بكل التفاصيل حيث كان يعلق عليها ويبدي رايا فيها واقوم بدوري بنقل وجهة نظره الى المجتمعين في هذا المكان ولن انسى انني اتصلت به في ساعة متاخرة جدا في تلك الليلة وكان الهاتف يرن دون اجابة لكنني تابعت الاتصال حتى كان الشهيد الحكيم على الجانب الاخر فقلت..سيدنا اخشى انني ازعجتكم في هذه الساعة المتاخرة واذكر انها الثالثة صباحا فقال كلا لانني اصلي وادعو لكم بالتوفيق والسداد لتحقيق اهداف الشعب العراقي.
اذكر ان خلافا حصل حول البيان الختامي اذ طلب مني السيد الطالباني ان يتحدث مع سماحة السيد الحكيم في طهران لان السيد اصر على نقاط جوهرية تتعلق بالحقوق المدنية والسياسية للشعب العراقي خصوصا حقوق الاقليات (المسيحيون والصابئة والازيديون والفيليون والتركمان) وكان يذكرني دائما بضرورة الاهتمام بحقوقهم وكنت انقل ذلك للسيد عبد العزيز الحكيم.
انتهى الاجتماع بالاتفاق على انتخاب 65 شخصية عراقية من مختلف المكونات والاتجاهات السياسية ليكونوا في اطار لجنة سميت لاحقا لجنة المتابعة والتنسيق والبيان الختامي.. وقد حصل هذا الاتفاق في ليلة الهرير الساعة السادسة صباحا حيث لم يذق احد منا طعم النوم!.
انفض الاجتماع على امل ان يتم الاجتماع العام الساعة الثامنة صباحا وفيه يتم قراءة البيان الختامي واعلان اسماء ال65 مندوبا وممثلا عن كافة مكونات المعارضة العراقية بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين العرب والاجانب من بينهم سفراء اغلب دول الخليج والقائم بالاعمال الايراني في لندن والقائم بالاعمال التركي وممثل عن الخارجية البريطانية وعدد من سفراء الدول الاوربية اضافة الى وجود عدد كبير من الصحفيين العرب والاجانب.
وبينما يتهيأ المؤتمرون الى تلك الملفات التي تم الاتفاق عليها واذا بهاتفي يرن وكان على الطرف الاخر شهيد المحراب وقد اوضح السيد في المكالمة الهاتفية ان النسب الخاصة بالاقليات غير متوازنة وكذلك في نسبة الشيعة في اطار لجنة ال65 فهي اقل من 50% وعليه يجب بذل الجهود لتصحيح هذا الخلل التاريخي ممااضطرني ان ادخل في جولة جديدة من المفاوضات السريعة بعد ان اطلعت السيد عبد العزيز بالامر فبدات مع الدكتور الجلبي والطالباني واخبرتهم ان شهيد المحراب في حالة عدم تصحيح هذا الخلل سيعلن من طهران انسحاب المجلس الاعلى من المؤتمر وبذلك سيتقوض اهم انجاز وحدث سياسي في تاريخ العراق ممااضطر السيد الطالباني والجلبي للبحث عن خيارات حلول وانتهينا الى اعادة التوازن الى المكونات الاساسية المحورية في عملية اسقاط النظام واصبح عدد لجنة التنسيق والمتابعة 75 بدلا من 65.
الجدير بالذكر ان زلماي خليل زاد كان طيلة فترة المؤتمر على اتصال مباشر بالرئيس الامريكي بوش ويضعه بكل التفاصيل ويناقش معه العقد والمشاكل والمقترحات كما كنت افعل مع شهيد المحراب فكان هو رسول بوش وانا رسول الحكيم.