ارتبط رمي (الشيلة) في التقاليد العربية بطلب اخذ الثأر واسترداد الحق المغتصب والاقتصاص من القاتل وتقول التقاليد العربية في هذا الشان ان من تقع عليه الشيلة اثناء ماتقوم المراة المظلومة برميها هو من يقع عليه استرداد الحق واستعادة المغتصب والحقوق المضاعة.. وهو ماحصل في مجلس النواب اليوم حين رمت عربية عراقية شيلتها على النواب!.
خمسة و سبعون يوما قضاها هؤلاء المظلومون من اباء وامهات شهداء سبايكر في رحلة عذاب من دائرة الى دائرة ومن مكتب الى مكتب ..من مكتب القائد العام للقوات المسلحة الى مكاتب الاستخبارات الى مكاتب قادة الفرق العسكرية ولا من مجيب تماما كما قضى ابنائهم نحرا بين يد ملطخة بالدم واخرى تمسك بالسكين وثالثة تلقي بالضحية في اعماق الماء الاحمر بعد قتلها!.
قطعوا طريق الديوانية والناصرية العابر الى بغداد بحثا عن رفات ابنائهم وبعد رحلة من العذاب والدموع والالام استمرت 75 يوما من المجزرة انتهى بهم المطاف امام بوابات مجلس النواب.
قرعوا ابواب المجلس بعد ان اظهرت السلطتان التنفيذية والامنية العجز امام الحل الذي يشفي غليل المكلوم ويطفأ ظمأ العليل المحروم.
مجلس النواب قام باستقبالهم ورحب بهم في بيتهم واجتمع بهم وهيأ لهم (القاعة الاولى) وبدا قادة الكتل السياسية والنواب يتحدثون اليهم في جلسة لاتخلو من المصارحة وبدا الاهالي يتحدثون ويروون مالايروى!.
يقولون.. لو ان اولادنا مقاتلون وقتلوا في المعركة مع داعش لهان الامر لكن ابنائنا قتلوا صبرا ومن اخرجهم هو (و)اضافة الى القادة الامنيين الاخرين..
يروي احدهم ان ابنه اتصل به وقال له ان طائرتين تحومان فوق سبايكر وانهما ستاتيان لانقاذ من تبقى من ضحايا المجزرة لكن الطائرتين وكانتا من سلاح الجيش حامتا للحظات واختفتا!.
ام ثكلى رمت شيلتها على منصة رئيس مجلس النواب ورؤساء الكتل البرلمانية في اشارة الى انها تريد حقها من ممثلي الشعب والدولة.
بدوري القيت كلمة لمدة عشر دقائق قلت فيها ان ماجرى مذبحة بكل المقاييس ويجب الاقتصاص من القتلة وتسائلت عن سر عدم معرفة القادة الامنيين الذين استضافهم المجلس لعدد المغدورين من ابنائنا.
رئيس مجلس النواب الاخ سليم الجبوري القى كلمة هدأ فيها من روع الاهالي وتم الاتفاق على عقد جلسة استماع بحضور القادة الامنيين وعدد من اهالي الضحايا تحت قبة البرلمان في جلسة علنية نزولا عند رغبة عوائل شهداء سبايكر.
بعد ان وضعت جلسة الاستماع على جدول الاعمال وخلال دقائق تمت المصادقة عليها من قبل كافة الكتل وهي اشارة الى الطلب الملح والرغبة في الاستجابة لطلب الجلسة المفتوحة والمباشرة..
الاجماع على الجلسة المفتوحة للاستماع الى مواجع الاهالي امر ايجابي وحميد وحسن نتمنى ان يحصل مايماثله في النظر لبقية ملفات البلاد .. المفجوعة!.