أعـرف بأن السياسة الأمـريكية لا تتغيـر بِتَغَـيّـر الرؤساء سواء كانت الإدارة من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري , هي ثابتة إتجاه الكثيـر من الأمـور وهي كلها تخدم مصالحها بشكل مباشر وليس لحقوق الإنسان مكان بينها , كما تحمي حليفتها الستراتيجية في منطقتنا وهي " إسرائيل" التي ترتبط معها بعلاقات وطيدة لأنها بمثابة القاعدة المتقدمة في الشرق الأوسط والمركز الرئيسي للتجسس والعدوان , والدليل على ذلك هو جعلها ترسانة للسلاح الأمـريكي المتطور وفي مقدمتها طائرات الـ" أف 16" وطائرات الأباتشي وغيرها من الأسلحة الفتـّاكة والتي إستخدمتها في غزة و جنوب لبنان وها هي الآن تستخدم هذا السلاح لتدمير البنى التحتية في قطاع غـزة الصغير والمكتظ بالسكان وقتل السكان المدنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء وكبار السن وكل هذه تعتبر جرائم حرب يحاسب عليها القانون الدولي ولكن بما إن هذه العصابة الصهيونية المحتلة لأرض فلسطين التاريخية بموجب وعد بلفور أثناء الإحتلال البريطاني لأرض فلسطين محمية بالفيتو الأمريكي مهما تعددت جرائمها وإعتداءاتها وتحسب نفسها فوق القانون . وكم أثار غيظي و حنقي ما قاله الرئيس باراك أوباما الذي توسمت به أن يكون نصيراً للحق والعدالة وهو رجل القانون والمضطهد كأبناء جلدته في هذا المجتمع العنصري والذي كنت قد أعطيته صوتي لمرتين متوسماً فيه خيراً للقضايا الإنسانية في العالم ومنها قضية فلسطين وإرجاع حقوقه المسلوبة منذ أكثر من 60 عاماً وهي الأرض المغتصبة والمحتلة الوحيدة في هذا القرن ولكن خاب ظني بعد أن أظهر سياسة لا تختلف عن سابقيه سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين وأنا أعلم بأن الإعلام كله يصب في صالح الدفاع عن " إسرائيل " أي كله ماكنة إعـلام صهيوني و يا ويل من ينتقدها بحرف مثلما حدث للصحفية الراحلة هيلين توماس وغيرها من الذين " أخطأوا" وقالوا كلمة حق في مجتمع تحكمه اللوبيات الصهيونية واليمينية المحافظة . كيف لا ترتجف أنامله أو ترتعش شفتاه وهو يدافع عن العدوان الإرهابي الصهيوني على غـزة بينما جثث الأطفال والنساء والشيوخ في بيوتهم لم تحرك مشاعره أو تشعره بالحزن والتأثر ولكن أثاره بشدة إسقاط الطائرة الماليزية بطريق "الخطأ" فوق أوكرانيا ومقتل كل ركابها (298 راكبا) وإني أسف لمقتل كل هؤلاء الأبرياء وأيضاً أغضب على كل من يقتل إنساناً أينما يكون , والذي أثار غيظي أيضاً ردة فعله البطيئة على الهجوم الإرهابي الذي شنته " داعش" الإرهابية على مدن عراقية وإحتلالها الموصل وإعلانها " دولة إسلامية" وطرد المسيحيين وغيرهم من الذين يدينون بغير فكر " داعش" الإرهابي وتهديدهم بالقتل بحد السيف , كان الأحرى بالسيد أوباما أن يرسل وعلى عجل بالأسلحة التي تم تأخيرها والتلكؤ بتسليمها نتيجة ضغوط من دول لا تريد الخير للعراق بل وتدعم الإرهاب ومحاولة تفتيته وتقسيمه !! فحينما يؤيد الإجتياح الصهيوني لأرض غـزة وقتل أبنائها رغم إنهم يدافعون عن أنفسهم ضد العدوان بما يملكون ولكنه يبـرر لهم هذا العدوان البربري غير الإنساني وأعتقد لم تقع عيناه على أشلاء القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ الذين مزقتهم آلة القتل الأمريكية التي تمتلئ بها الترسانة " الإسرائيلية " بينما هنا في العراق يتباطئ بتزويد العراق بأسلحة يدافع بها عن نفسه رغم وجود إتفاقية " ستراتيجية" تحمي فيها العراق من أي عدوان أو تقسيم أو إعتداء , و من المؤكد إن " السي آي أي" زودته بمعلومات عما تفعله السعودية الوهابية ودويلة " قطر" وتركيا الأردوغانية" من دعم وتشجيع المجاميع الإرهابية وكذلك دعم الشوفينيين داخل العراق من إستغلال الأوضاع الأمنية المتدهورة لكي يقفزوا هنا وهناك ليحققوا أحلامهم الوهمية , وخيراً فعلت المقاومة الفلسطينية في غـزة برد العدوان وعدم التقهقر والعدو الصهيوني لا يعرف إلا لغة القوة حينما تكون مغلفة بالإيمان والشجاعة والبسالة وهاهم يحققون نصراً ولو صغيراً ولكنه يشير الى الإيمان بحقهم وحماية أرضهم مما جعل كيري يهرع الى الشرق الأوسط ليطفئ نيراناً قد تحرق حليفته " إسرائيل" و ما زال العراق ينتظر ما تقوله الإدارة الأمريكية التي تدعم الإرهاب الداعشي في سوريا لتدميرها بحجة إسقاط نظام " الأسد" بينما هذا الإرهاب نفسه إنتقل الى العراق لتدميره وبنفس المساعدات الأمريكية , الأمـر الذي جعل أوبامـا في حيرة من أمـره , الإرهاب واحد سواء في سوريا أو في العراق وعليه أن يختار الموقف الصحيح , أما أن يكون مع الإرهاب أو ضده , وخيراً فعل العراق حينما أسـرع لشراء الأسلحة من روسيا ودول أخرى لكي يحمي نفسه بعد أن تخلت عنه أمريكا وقلبت له ظهرها. وأقول لكل من يراهن على عودة البعث وإنتصار " الإرهاب" وتحويل العراق الى مقاطعات وأقاليم إنك واهم , لأن الشعب سوف يسير بالطريق الذي يوصله الى بر الأمان والإستقرار وعلى القوى " السياسية" أن تعي ما يحك جلدها إلا أظافرها وبناء عراق قوي ومزدهـر يتم على يد كل مكوناته بكل أديانه ومذاهبه وقومياته , الحذر ثم الحذر من مغريات السلطة فهي زائلة أما العراق القوي المتحضـر هو باق وحتى الأبــد , وأرجو أن يكون مجلس النواب الجديد أفضل من سابقه ويعمل على وأد الفتنة وتجسير الخلافات ومحوها لكي تسير عجلة العراق الى أمـام آمـلاً أن تمتنع بعض القوى عن وضع العصي بها لمجرد تأخير عملية السير في طريق الديمقراطية وتداول السلطة وإشراك الجميع في القرار الوطني دون الإلتفات الى ما يسمى الخلافات المذهبية التي لا تنفع في وقتنا الحاضر . كلي أمل أن يعم الأمان والأمن في العراق وغـزة واليمن وليبيا وتونس ومصر و سوريا والجزائر لأنها كلها تعاني من مؤامرة ليست خافية عن تفكيرنا , مؤامرة أدواتها الإرهاب " الإسـلامي" التكفيري المتطرف والتي سوف تحرق الجميع لتستفيد من أوار نيرانها " إسرائيل" ودول الغرب وأمريكا , عليكم أن تشمروا ساعد الجد وتستنهضوا الهمم لبناء الوطن ونبذ كل ما من شأنه تعكير الحياة التي يرنو لها شعبنا للعيش فيها.
مقالات اخرى للكاتب