عند بدأ التحضير لتأليف مجلس محافظة بغداد وانتخاب محافظ العاصمة كان لرئيس المجلس السابق اعتراض على التشكيلة لان الرئاسة يجب أن تكون له ولن يتنازل عنها وألا ينسحب,ولولا جلوس المحافظ السابق بجانبه وطلب منه عدم الخروج لان المسالة بدت لهم محسومة بفقدان رئاسة المجلس ومنصب المحافظ.خيل ليّ وقتها إن العملية تلك كانت أشبه الى محاكمة شاوشيسكو وزوجته عندما أرادت الاعتراض على طريقة المحاكمة أو الحكم,فعندها جر الرئيس المخلوع زوجته من يدها حيث كان يعرف إن المسألة خرجت من أيديهم(مع الفارق) في الحالتين.المهم ان كامل الزيدي لم يقبل إلا بمنصب سيادي في الحافظة فقد أنيط به رئاسة لجنة النزاهة في مجلس المحافظة,لأنه لا يستطيع العيش إلا في لجنة"سيادية".
اجتمع مجلس المحافظة برئاسته الجديدة وبدأت أيام الحساب للفاسدين لاجتثاث الفساد ومن يقف وراءه.
فقد عُثر بطريق" الصدفة" على كم هائل من الفساد في المحافظة,وتعتبر بغداد من أكثر المحافظات فسادا إداريا وماليا.ويبدو إن هناك جدية في البحث عن الأموال المسروقة ومن يقف ورائها وإرجاعها الى صندوق الدولة أو المحافظة وعن طرق التحايل عن تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في العاصمة وليس أولها ولا آخرها تكرار الحرائق المتعمدة في مشروع ماء الرصافة .
في تصريح للزيدي,كامل أن الناس ليس أنبياء أو إن في المحافظة ليس أنبياء.ليس المهم كيف اخرج هذه الكلمات وبأية صورة لكن الأهم هو ,ومن كلامه يفهم وبدون رتوش, إنه كان يعلم بالفساد والفاسدين لان موظفيه ليسوا أنبياء .هذا يعني إنه سكت مع محافظه على الفساد في بغداد وكانوا يعلمون به ومن يقف وراءه,حاشى الله أن اتهمه,لكن من يسكت عن الحق هو شيطان أخرس ومن يسكت على جرائم الفساد وسرقة أموال الشعب هو شريك لهم وإن لم يمد يده على المال العام.وعدم التحقيق مع السراق هو دليل تجريم بحق من سكت عن الفساد.ولكن تعود الشعب العراقي على تصريحات من هذا القبيل.فقد سكت ومازال ساكتا رئيس كتلته ورئيس وزراءه المالكي على من يعين الإرهابيين ويقف خلفهم ومن سرق أموال الشعب,و هذا ليس ابتكار من احد وإنما هو المالكي بنفسه قالها,سكت عن الهاشمي ثلاث سنوات وعن العيساوي فترة طويلة "ولو يفضح هذه الأمور :"چان صار الضرب بالبوكسات بالبرلمان",حسب ما قاله المالكي بنفسه في مقابلة له في تلفزيون الحكومة.
السؤال المُلح الآن هو:هل مجلس المحافظة الجديد سوف يتابع وبجدية قضايا الفاسدين ومن وقف معهم وأن يسترجع أموال الشعب المسروقة أم يخضع لضغوط سياسية جديدة بأوراق فضائحية للابتزاز والتسكيت؟
هل يقف كل أعضاء المجلس بحزم للكشف عن الفاسدين حتى لو كانوا "أنبياء" وتقف ورائهم كتل كبيرة بعددها وصغيرة بوطنيتها وإخلاصها؟وهل من سكت عن الفساد يصلح أن يكون رئيسا للجنة النزاهة في مجلس المحافظة؟أم كان يريد الزيدي من ذلك تعطيل كل إجراءات التحقيق في الفساد الذي كان يلف كل فترته لرئاسة مجلس محافظة بغداد؟
نحن سوف نترقب وننتظر ذلك
مقالات اخرى للكاتب