أم الربيعين, فقدت رونقها هذه المرة, ولم تحظَ حتى بلحظة واحدة من لحظات الربيع, الذي يطرز أرضها, في كل سنة بفراش من زهور, يمكن لمن يمر بقربها, أن يشم عطر زهورها الربيعية حتى قبل أن يدخلها, ويرى البساط الأخضر يكسو أرضها, لكن هذا العام, سرعان ما تخلت الموصل مجبرة, عن ثوبها الربيعي المعتاد, ليحل الخريف سريعاً, في أزقتها وشوارعها وبساتينها, فيكون خريفها هذه المرة أطول من ربيعها المعروف.
أفاق سكان الموصل على وجوه قبيحة, محملة بغبار الصحراء, وحقد دفين على العراق وأهله, حفنة من المأفونين المتعطشين للدماء, يشرعون على أهوائهم ويطلقون فتاوى ماسونية, بعيدة عن الكل الشرائع السماوية التي نادت بها السماء, التي أكدت على حرمة الدم, والعرض , والكرامة, والمال, والتعامل مع الأنسان بصفته قيمة عليا.
مجاميع من الغوغاء الحفاة, تحركهم الغرائز, كالبهائم, وتقودهم الأطماع, والضغائن وسياسات أسيادهم القابعين, في الصحراء, بمشورة الأصنام في تل بيب.
عندما نشاهد صورهم, وممارساتهم, تعود بنا الأذهان الى التتار قديما, ومنظمات الهاغانا الصهيونية في العصر الحديث, فلم نسمع في شريعة سماوية, جاء بها أي نبي من ألانبياء ال 124 ألف, الذين أرسلوا ألى الناس من آدم الى الخاتم, (عليهم الصلاة والسلام جميعاً), تضمنت ما يعرف بجهاد النكاح!
أنهم يمارسون الفواحش, ويبتكرون فتاوى تبرر لهم أنتهاك الأعراض, والقتل, النهب, ذاكرة التاريخ تزخر بصور الجيوش الغازية, التي تملأ الشوارع دماً وتستبيح الأعراض, الأموال, وتنكل بالأسرى, فبماذا تختلف مجاميع داعش ألارهابية عن من سبقهم من الغزاة والقتلة عبر التاريخ؟ وبماذا تختلف أفعالهم عن ممارسات منظمة الهاغانا الصهيونية, حين أستباحت الحرمات, في مخيمات صبرا وشاتيلا في فلسطين؟
ينصبون أنفسهم دعاة, فيرتقون المنابر, ويخطبون, وبنفس الوقت يقتلون ويريقون الدماء داخل المساجد, كما أراق أسلافهم دماء المسلمين, حين أمنوا بخاتم الرسل ( عليه وعلى آله الصلاة والسلام), فهم ينتمون لأجلاف الصحراء الذين حاربوا الرسالة الأسلامية, ونكلوا بالمسلمين, فأحتلوا مساكنهم, وأستباحوا دمائهم وأموالهم, فما أشبه اليوم بالأمس.
أن أفراد المنظمات الإرهابية, كداعش ومن لف لفها, ليسوا ألا قتلة زناة, يعتلون المنابر, فيدنسوها بنجاساتهم, ويريقون الدماء دون وجه حق, فما يعرف بجهاد النكاح في شريعتهم الماسونية, هو الزنا بعينه, وهم أحق بالجلد والرجم والمحاكمات والقصاص, من غيرهم من الأبرياء, ممن يعلقون ظلماً على المشانق, وعاجلاَ أم أجلاً سيوثق التاريخ جرائم داعش, ولسان حاله يقول ..هذا ما حدث حين أعتلى الزناة المنابر.
مقالات اخرى للكاتب