من أول يوم بالصفّ الخامس ابتدائي بدأ عندي المْهامَص والمْلامَص*، ولولا عَلّابيّات السيد الوالد لَفَلَتَ عياري مبكّراً. بَيد أن المشكلة الوحيدة التي كانت تواجهني هي تحاشي زملائي ـ المنحرفون منهم ـ لي، والسبب هو خوفهم المفرَط من عصا السيّد المدير، والدي حفظه الله.
تصوّروا كنت أبحث عن صديق سوء يدلّيني على دروب الأنحراف ما لگيت، كلها تصيح كِشّ و بِرَّة، عدا محمّد دگمة الله خير ما قصّر وياي ودگّ لي صدر، گال: ابو الزوز ولا يهمّك اعتبر نفسك منحرف من باچر.
أول درس شرحه لي استاذ دگمة هو: كيف تُصَچّم الفتيات الجميلات؟! وأول تصچيمة علّمنيّاها كانت: كلّ هالرشاقة وما تتشاقه. ثاني يوم ألقيتها على مسامع سلوى الحلوة بنت سعدون الگصّاب، فردّت: اِلغِسِل مع اشارة بيدها تعني: أومّممداك. مو مهم، المهم الدروس كانت شغّالة ويوميّة بَلَتيقة طالعلي بيها ابو جاسم، وانا اردّد وراه مثل الببغاء. خطيّة دگمة حيل تعب وياي ومع ذلك ما گدر يدخّلني بعقل بنيّة، لذلك اقترح عليّ آخر شي أدخّن جگاير.
گال لي: اسمع ابو الزوز، انت مايفيدك غير التدخين. سألته: ليش؟ گال: لأن البنات يحبّن الولد الحاط جگارة صفح بحلگه، هاك هاي جگارة بغداد سِلَتِتْها الصبح من باكيت حبّوبتي فطم، ورّثْها و روح أنتظر الحَلّة بعد ربع ساعة ويطلعن الحديَثات. ولأنّي كنت اثق بخبرة محمد دگمة ورّثت الجگارة ووگفت بالحَلّة، بس ماصار شي جديد، ولا حديَثة عبّرتني، إي وبشرفي، عبالك متفقات عليّ.
رجعت و چان الگفلك اثنين عشّاق متراصفين وره سياج المدرسة ويبسبسون، فنّكم منو؟ الحقير محمد دگمة وسلوى بت سعدون الگصّاب، شافتني وفلتت! گتله ها ولك دگمة اشو كارص بالحديَثة، هيّ هاي الخُوّة مالتك لو بعد غيرها؟ گال: يا اخي انت صوچك ما تعرف تضبّطها، گتله: انت مو گتلي حط جگارة بحلگك وأوگف بالحَلّة؟ سوّيت مثل ما گتلي وما حصّلت شي، شسوّي حتى أضبّطها بتّ الگصاّب؟ گال:الجگارة حطّيتها بحلگك صفح لو عدل؟ گتله: عدل، گال: هذا هو السبب، انت لو حاط الجگارة صفح وخاصم عينك اليمنى من الدخان چان ضبّطِتْ سلوى وأبو سلوى.
وهاي صارلي تلاثين سنة يوميّة احط جگارة صفح وأخصم عيني اليمنى وما ضبّطت ربع سلوى. بس لا يطلع محمد دگمة كلاوچي وناصب عليّ. يللّه هي ظلّت على دگمة.
*المْهامَص: الوكاحة بدافع عاطفي يحدث عادةً عندما تزوركم بنت الجيران مع أمّها.
*المْلامَص: مْهامَص شديد يحدث عندما تنشغل الجارة مع أمك في المطبخ وانت تدرّس بِتها رياضيّات بالغرفة.