إن التشبث، والتشرنق في معظم الشعوب، والجماعات بالأشخاص، أدى إلى انهيار بالسياق العام في منظومة الوطن العربي عموما، وعلى جميع الأصعدة السياسية، والأمنية، والاقتصادية؛ وبين مدى ثقافة ومستويات الشعوب العربية التي تصنع الأصنام، وتتعبد في حضرتها من خلال الديمقراطية، والحرية المفرطة التي جعلت الشعوب معظمها اليوم تأن تحت وطأة المكاسب، والمصالح الشخصية. إن الشعوب العربية اليوم، وضعت أرضية واسعة، ومعبدة إمام الكثيرين للوصول إلى مركز القرار"السلطة" والذين تسلقوا من خلال انهيار الأنظمة السابقة، وانفتاح البلدان على مصراعيها إمام الديمقراطية، والحرية المفرطة، التي اوصلت البعض من خلال صناديق الاقتراع إلى دفة الحكم؛ وقد أتت تلك الديمقراطية الحديثة على المحيط الإقليمي، والعربي، بنماذج ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. تتجه اليوم معظم الدول العربية، والإقليمية، إلى حكومات ذات طابع دكتاتوري، وشمولي يحكم بالحديد والنار، والهيمنة الكاملة على البلدان، ومقدراتها التي تربعوا على عرشها من خلال الفوضى الديمقراطية، والحرية الغير مقننة ضمن إطار محدد؛ حيث جعلت سقوط الأنظمة السابقة بروز لأنظمة جديدة تحمل على عاتقها المشروع الغربي"الصهيوني" وقد نأتي بعدة شواخص في هذا الصدد، وهو النظام المصري الذي أتى عبر صناديق الانتخاب، ومن خلال أول ممارسة ديمقراطية تجري في البلد، ومن ثم جعل بلاده ساحة للمشاريع الحزبية، والخارجية، وقفز على الإرادة الشعبية الحقيقية التي أسقطت نظام حسني مبارك، وسلمت زمام الأمور إلى من أتى من الخلف. وكذلك اليوم في العراق يعاد نفس السيناريو مع الفارق الكبير بين الشعب المصري، والشعب العراقي، حيث تسلق من خلال صناديق الديمقراطية الكثير من سياسي الصدفة، وأصحاب المصالح الطائفية، والحزبية، والتي جرت البلد إلى مسارات مظلمة، وتكتلات حزبية؛ حتى وصلت الأمور تتجه نحو حكومة الحزب الواحد، والرئيس الأوحد الذي عانينا منه أكثر من ثلاثة عقود. إن التشبث بالمنصب يجعل البلد يدور في دوامة الصراع الطائفي، والحزبي، وما نسمعه اليوم، هو دليل واضح على العمل خلف الكواليس لوضع الشعب إمام خيارين؛ إما إن يكون في دائرة الموت، والمشاهد المرعبة؛ وإما إن يتقبل مشروع ورؤية الحزب الحاكم، والقائد الأوحد، والذي طالب بعض أعضائه إن تضع صورته في العملة العراقية، كما كانت قبل 2003 تلك النظرة الدنيئة، التي يتعامل فيها معظم السياسيين اليوم مع شعوبهم،
مقالات اخرى للكاتب