معرض تشكيلي في برلين للمغتربين العراقيين
من أجل تاسيس لغة بصرية متاحة للجميع عابرة للامم والطوائف والاديان واللغات أسس الفن التشكيلي طريقته لازالة الحواجز .لان مهمة الفن الدعوة للمحبة والالفة والتسامح وادراك مواطن الجمال وازاحة غشاوة الحقد والكراهية عن العيون ونبذ العنف وادانته.
افتتح على هامش مؤتمر جمعيات ونشطاء حقوق الانسان بالداخل والخارج في برلين المعرض التشكيلي المشترك لنخبة من الفنانات والفنانين المغتربين في أوروبا وهم سميرة عبد الوهاب ،رؤيا رؤوف ،زينب الراوي ،الراحل عبدالرحمن الجابري ،موسى الخميسي ،جودت حسيب ،موفق أحمد ،منصور البكري ،داني منصور ،فهمي بالايي ومنير العبيدي.
طوق الحمامة
وعلى الرغم من تنوع هذا المعرض وتعدد اساليبه فقد ارتبطت لوحاته بالكثير من المشتركات كما يراها الفنان منير العبيدي المشرف على تنظيم المعرض وقال العبيدي لـ" الصباح": "فيه من يتحدث عن العشق كدين لا مذهب له يضم في اطاره من قرر ان يظهر قلبه في جو التصوف المتأمل كما تشير علينا اللوحة التي قدمها جودت حسيب موظفا تناغمات الخط العربي وتقوساته الجميلة وانسيابيته ورشاقته مكرسا شكله الكلاسيكي في توظيف معاصر مستلهما ما دعا اليه جلال الرومي قبل ثمانمئة عام ونيف وابن حزم الاندلسي الذي كرس للحب كتابا كاملا هو طوق الحمامة.
صرخة احتجاج
في لحظة سخط على أغتيال صديقه المثقف البارز الراحل كامل شياع يقدم لنا موسى الخميسي صرخة احتجاج تطال النقاء الاصفر ، النقاء العابر الذي فند الوهم باقتراب. فيما يقدم لنا فهمي بالايي روح السجين السياسي الفارة نحو الحرية مغادرة القضبان وسطوة السجان ،مبشرة بالحرية ،دافعة عنها جدران الزنزانة وظلمتها منطلقة نحو الحرية والضوء.
اما في لوحة سميرة عبد الوهاب نجد دفاعا عن الانسان فهي اذ تعرض امامنا عمق الهاوية السحيقة التي لاتزال تحيق به انما لتذكرنا بمسؤوليتنا ازاءه.
كلكامش
يعود منصور البكري الى اعماق التاريخ باحثا في الميثولوجيا فيجد في مسعى كلكامش للخلود متنفسا و اداة للتعبير .هذا الباحث عن الخلود قد وجد بعد طول عناء أن لاخلود له كفرد فوجد في الخلود الجمعي المتوارث للكل عزاء لفنائه الفردي ولكن أدان في الوقت نفسه افناء البشر بعضهم لبعض.
في لوحات الراحل عبد الرحمن الجابري نجد اللوحة الصارخة التي تدين العنف والتغييب حيث الوجوه استطالت نحو الخارج ،سابقة للزمن ،لما سيأتي ، تبحث عن مفقوديها … صور الجابري البؤس وتغريب الانسان و تراكم مستويات عديدة من مآسيه فيما السماء منذرة تذكر بأجواء القصيدة السيابية ..
وفي ورشته الصغيرة نجد داني منصور وكما يتعرى من كل اقنعته المزورة ولكنه يحزن للجميع عندما يكون للظلم ألوان . .
اخير يعرض علينا منير العبيدي المدينة الحلم ،المدينة النقية ،كبديل لمدن الخراب والدخان والدم كدعوة لعالم ممكن التحقيق ليس بصريا وتأويليا ولكن كواقع
مقالات اخرى للكاتب