من بين أجمل ما كان يطربني من الأغاني أغنية "القلب يعشق كل جميل". أحبها أكثر بصوت ملحنها الشيخ زكريا أحمد. لشدة محبتي لها آمنت بان القلب ما خلق الا ليعشق الجمال. لم يضعف ايماني الا في حقبة الولايتين ذات الثماني سنوات السود. صرت أرى قلوبا لونتها الطائفية بلون اصفر فاقع ملؤه الجشع والغباء والطمع والفساد.
القلب حين يسعده القبح يتحول الى خلية سرطان تأكل كل نفس نابض بحب الناس والأرض. ولا يرتاح القلب الكريه او يهدأ الا اذا نقل عدواه الى العقول. وما اتعس الدنيا لو خلت من العقل الجميل. وهنا يكون مربط فرس الخراب والدمار والبؤس والضياع.
لا احتاج الى قسم بأي عزيز او مقدس لأثبت انني لم يكن بيني وبين المالكي أي عداء شخصي او مصلحة شخصية. نعم لي معه موقف معارض ومختلف دائما لأنه استغل كل خيرات البلد وموارده وطاقاته لإفراغ عقول الناس من جمالها. وأي جمال يمكن ان تراه في عقول لا تعيش من دون ان تتغذى على العداوات والضغائن؟ وهل يبقى الانسان انسانا اذا صار يصعب عليه النفس من دون ان يخترع لنفسه عدوا وهميا؟ لا وفق الله من جعل العراقي في هذا الزمن يعيش عقدة ان كل الدنيا تتآمر ضده او تضحك عليه.
ما كنت انوي الكتابة في هذا الأمر لولا رسالة جاءتني من ضمن "جروب" على "فايبر" لا أدري كيف ومن ضمني اليه. في هذا "الجروب" عراقي اسمه "الصميدعي" لم يذكر اسمه الأول ولا الثاني ولا اعرفه اساسا. يبدو انه مشهور كما "المتنبي" الذي صار لقبه يغني التاريخ عن اسمه. هذا الفطحل الجبار أوحى له عقله ان فرنسا ضحكت علينا فجاء عنوان رسالته "هل ضحك علينا الفرنسيون كما عملها قبلهم الامريكان؟"!
خصم كلامه وزبدته ان ما حدث في باريس تمثيلية لفقتها فرنسا وهي التي قتلت ابناءها كما فجرت أمريكا بنفسها برجي نيويورك وقتلت شعبها. قال بالنص "ان هذا فلم مثل فلم احداث 11 سبتمبر بأمريكا".
دعونا من عقل الصميدعي ولنقف عند قلبه. اما ترونه يضحك من بطينه الأيمن الى الايسر وهو يتابع أبشع جريمة حدثت في باريس؟ هل يكفي ان أقول انا لله، أم أشق زيجي واهرول في الشوارع لاطما؟ افتوني رحمكم الله.
مقالات اخرى للكاتب