عندما يغيب دور الدولة ومؤسساتها ( الحكومة والبرلمان ) عن المسؤولية في ادارة شؤون البلاد واحواله العامة . وعندما يفتقد الحرص الوطني ’ بغياب الامن والاستقرار , ويكون الشاغل الرئيسي لمهام مؤسسات الدولة وعملها , ينحصر بالرد على التصريحات النارية المتبادلة بين اطرافها , التي تتسم باللغة الهابطة التي لا تنسجم ولا تتناسب مع المناصب والمواقع الهامة , التي يحتلونها واصبحت جزء من ملكيتهم الخاصة , . وعندما تكون مؤسسات الدولة مكان خصب لتوليد وتفقيس الازمات الجديدة , التي لا شأن ولا علاقة للشعب بها لامن بعيد ولا من قريب , سوى التخاصم والعراك على من هو اكثر ذكاء بخداع وتضليل الشعب بمورفين الطائفية وشرورها وخطابها المتعنت والمتزمت بالتطرف والانحراف عن المصالح العليا للوطن , وضمن هذه الاجواء الشاذة والمتخبطة , يكون من الطبيعي جدا , ظهور العصابات المسلحة لتاخذ مقام الدولة , وفرض سيطرتها وهيبتها على الموطنين , وتجبرهم على الانصياع الذليل الممزوج بالتهديد بالقتل والتهجير والتشريد من مخالفة قوانينها وشريعتها , المرتبطة بالعنف والاجرام واعمال والسلب والنهب والسرقة وفرض الاتاوات والرشوة وتسييد خطابها الطائفي في المناطق التي يبحون حرمتها . وعندما يصيب مؤسسات الدولة الصم والبكم عن سماع صوت الشعب وتلبية احتياجاته وحقوقه المشروعة , في تحقيق العيش الكريم والحياة الحرة والكريمة وتوفير الخدمات الضرورية , لتخفيف ثقل اعباءها عن المواطن . ان السمة البارزة للعهد الجديد و بانه امتلك مفاتيح الجنة . ولكنه فتح ابوابها على مصراعيها لحفنة ضيئلة من الافراد , وقفل ابوابها بالاقفال الحديدية عن الغاليبية العظمى من افراد الشعب , اذ حرمهم من خيراتها , والانكى من ذلك يقوم بدور التسويف والمماطلة والمتاجرة بالدم العراقي باثمان بخيسة وزهيدة , والخداع بالوعود الوردية والكاذبة , ودس مورفين الطائفية وثقافتها الشريرة والمهلكة , وذلك في عمليات غسل دماغ وحشوه بالانغلاق وتقبل افكار التعصب والجهل والخرافات والشعوذة والامية وثقافة رفض الاخر ورفض تعايش الاديان والمذاهب والاعراق , حتى شطب قيم التسامح من ارض العراق , الذي عرف عنه بانه بلد متنوع الطوائف والقوميات بتعايشها السلمي وتشابك علاقاتها بوشائج مصيرية , ويؤمن بالتنوع الثقافي والافكار المتحررة , التي أنشأت اعرق حضارة في التاريخ الانسانية : حضارة وادي الرافدين , وفي ابراز الهوية العراقية , لذا يجب ان تنطلق التظاهرات والاحتجاجات من الجرح العراقي العميق من اجل شفاءه واسعافه وتخلصه من الامراض التي اصابته وانهكته , يجب المطالبة بتحقيق الامن والاستقرار , ورفع وتيرة الاصلاح في كل ميادين الحياة , , وتحقيق العيش الكريم , واصلاح العملية السياسية ووضعها في الطريق الصحيح الذي يخدم كل افراد الشعب , واعادت هيبة الدولة مؤسساتها بان يكون هناك قانون صارم لمحاسبة والمعاقبة من يدعو الى الطائفية , واثارة النعرات الطائفية بين مكونات الشعب العراقي , وتطبيق القانون على هذه الجماعات المسلحة الطائفية , التي تعبث خرابا وفسادا واجراما لتدمير الوطن وتفريق بين صفوف الشعب , ويجب المطالبة بعدم السماح لدول الجوار بالتدخل بشؤؤن العراق الداخلية , لكن من المعيب والخجل والنشاز , بان هناك في قمة هرم الدولة , من يشجع ويدعم على الطائفية ونعراتها الخبيثة , التي تعتبر الخطر الحقيقي للعراق , وتهدد السلم الاهلي وامن البلاد وتجعله يتقوقع في شرنقة الازمات . ان المهازل والمهاترات اليومية هي سكاكين لتقطيع اوصال الوطن .. ولكن هل يقوم الشعب بدوره التاريخي في تنظيف المسار السياسي بوعيه ونضجه من اجل مستقبل مشرق , ام انه يكتفي بتلقي الطعنات والازمات والمشاكل التي تقع على رأسه ؟ وهل له القدرة النضالية والهمة الوطنية على تغيير الواقع المؤلم ؟ا ام ان عزيمته وهنت وتبخرت وضاعت في بحر اليأس والقنوط والخضوع الذليل , وفقد رشده وعقله عن جادة الصواب؟