يبدو ان المبدأ( الميكافيلي) سيء الصيت ( الغاية تبرر الوسيلة ) وان كانت تلك الوسيلة غير اخلاقية اصبح هذه الايام سائداً بين السياسيين العراقيين الذين سيخوضون سباق الانتخابات التشريعية القادمة, فلو توقف الامر عند شراء الاصوات بالصوبات والبطانيات وبقليل من الدولارات او كثير من الوان الطعام على موائد تعد لمن لم يجد في بيته ما يغنيه عن تلك الموائد لهان الامر كثيراً ولقلنا ان هذه الوسائل وان كانت لا تمت الى الاخلاق الفاضلة والقويمة بصلة واعتبارها من باب الاعانات والهدايا والمكرمات التي يجود بها هؤلاء المرشحون لما يمتلكونه من اموال طائلة لانعرف مصدرها او اوجه الحصول عليها ولكن ان يصل الامر الى شراء الذمم والاصوات بوسائل لم يفكر بها حتى (ميكافيلي) نفسه اذ لم يكن في عهد ذلك الرجل وسائل الاتصال والتواصل التي نشهدها اليوم ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين, ان الغاية وان كانت مشروعة بل من حق كل من يطمح للحصول على كل ما اجازته الشرائع السماوية والاعراف والقوانين الوضعية ان يبحث عن الوسائل التي توصله الى ما يطمح ولكن شرط ان تكون تلك الوسائل مشروعة ايضاً ونبيلة لا تتسبب في هدم الكيان الاجتماعي وفقدان الثقة بين افراد المجتمع بعضه ببعض وفي هذه الايام برزت ظاهرة جديدة من هذه الوسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) حيث يتم شراء الاصدقاء الوهميين بالدولار بواسطة الاعلانات الممولة لكسب الاصدقاء, فقد اتصل بي قبل ايام احد مندوبي احدى الشركات الاعلانية وعرض علي القيام بزيادة الاصدقاء على (الفيس بوك) مائه الف صديق او مليون او اكثر من ذلك وقال لي بالحرف الواحد بعد ان استدرجته بالحديث ان شركتنا على استعداد لرفع عدد من الا صدقاء مقابل ثمن ظناً منه باني احد مرشحي الانتخابات وذكر لي اسماء عدد من السياسيين الذين عملوا بواسطة هذه الوسيلة على رفع عدد اصدقاءهم على (الفيس بوك) مقابل ثمن وفي نهاية ذلك الاتصال شكرت المتصل على عرضه وقلت له اني لا احتاج الى اصدقاء وهميين وان لدي عدداً من الاصدقاء اتشرف بالحوار معهم يومياً حيث نتبادل الافكار والآراء كما اخبرته باني لم اكن مرشحاً في هذه الانتخابات ولست حزبياً ولا احتاج الى دعايات كاذبة وانتهى الاتصال. اقول عجبت لهؤلاء السياسيين الذين يكذبون على شعبهم بوسائل الخداع والتضليل من خلال الحصول على اصدقاء لاوجود لهم على الاطلاق الا في اوهامهم وعقولهم المريضة حيث يتباهون بارتفاع عدد اصدقائهم الى مليون او اكثر وعندما تفتح صناديق الانتخابات بعد الاقتراع لا يحصل احدهم على مقعد انتخابي واحد بل بعضهم يخاف ترشيحه نفسه رغم امتلاكه هذا الكم الهائل (الوهمي) من عدد الاصدقاء على (الفيس بوك)
بعد هذا الاتصال عدت الى صفحتي على (الفيس بوك) لاطلع على الإعجاب الذي منحته لبعض الاصدقاء فوجدت نفسي معجباً بالعديد من الشخصيات السياسية التي لا اطيق ان اسمع اسماء بعضهم ولا ان ارى اشكالهم مصورة امامي عندها ادركت ان كلام الاخ المتصل مندوب الشركة الاعلانية صحيح وان الكثير جداً من هذا النوع من الإعجاب يضاف الى صفحات بعض السياسيين عن طريق تلك الوسيلة الاعلانية ان اي سياسي يطلب زيادة عدد اصدقاءه عبر الاعلان الممول يعني ان هذا العدد من الاصدقاء وهمي ولا حقيقة بوجوده وتبين ان شراء اصوات الناخبين لا يتم فقط بواسطة الصوبات او بحفنة من الدولارات بل ان الاصدقاء الوهميين يشترون ايضاً ويضافون على صفحات اولئك المشترين حسب الثمن الذي يدفع ، ولعل زيادة عدد الاصدقاء على صفحات هؤلاء الساسة يساهم في نشر دعاياتهم الانتخابية على نطاق اوسع مجانا بل ربما تخدع بعض المواطنين بأن لهؤلاء شعبية كبيرة رغم كونها مزيفة , وعليه ادعو كل صديق ان يذهب ويطلع على صفحة اعجابه فسيجد نفسه مسجل اعجابات عديدة لا وجود لها حقيقة لأشخاص سياسيين او غيرهم قد لا يعرفهم بل ربما لا يطيق سماع اسماءهم لانهم يطمحون للحصول على مواقع انتخابية لهم دون استحقاق بنزاهة او كفاءة او نكران ذات كما ادعوا ابناء شعبنا العزيز لعدم معاقبة السياسي الفاشل بمقاطعة الانتخابات لان ذلك يخدمه للوصل مره اخرى الى قبة البرلمان بل العقوبة الاجدر لهؤلاء هو المشاركة وانتخاب غيرهم من الكفاءة الوطنية والمهنية دون القوائم الفاشلة وفروعها.
مقالات اخرى للكاتب