إن مشكلة الخطاب الإعلامي لدى أصحاب التوجهات الطائفية هي الحالة العاطفية الطاغية على هذا الخطاب والحالة الشعارية وحالة الانغلاق على الرأي الأخر بعد رفضه رفضا مطلقا إلى حدود التكفير واستباحة الدماء التي حرمها الله تعالى , وكما هو معروف إن العاطفة جزء ضروري من خطاب الجمهور ولكن من الخطأ الاقتصار على لغة العاطفة في خطاب الجمهور ولا بد من استخدام لغة العقل واحترام ثقافة الأخر وتقبلها بصدر رحب , كذلك احترام شهدائه الذين يقدمهم يومياً فداءً للوطن والدين وإطلاق عبارة شهيد عليهم بدل من قتلى و ضحايا.
كما إن هناك مجموعات سياسية وإعلامية تتظاهر بالحرص على الديمقراطية وحقها في النقد عندما يكون من مصلحتها شَهر هذا السلاح , خصوصاً عندما تكون في موقع ادني , تعاني فيه تسلطاً وضغوطاً من الموقع الأعلى , لكنها سرعان ما تتنكر لهذا الحرص عندما تنتقل إلى الموقع الأعلى ويرُفع عنها كابوس الضغط لتمارس تسلطاً يفوق التسلط الذي تعرضت له وتكمم الأفواه التي تحاول النقد وتستهدف ذكر الأخطاء لان الكثير منهم لم يتعود ألا على رؤية السلبيات والشك في كل تصرف والتعامل مع المواقف من خلال نظرة مدانة تفترض النوايا السيئة بالآخرين .
إن للمثقفين اليوم أدباء كانوا ومفكرين دورا أساسيا في بعث نهضة ثقافية وطنية شاملة تتناول تعديلاً جوهرياً للمفاهيم العامة وطرائق التفكير والتصرف وهذا الدور هو الذي يجب إن يرسموه بأيديهم وان يشرعوا بتنفيذه على غير تمهل أو تأجيل لان عليه تبنى محاولة التحرر الصادق لشعوبنا الأصيلة المستعدة للتحرر من الأفكار البالية التي غزت وطنا العربي والإسلامي من دول الجوار وتريد بناء - أمارة خلافة - على غرار أمارة طالبان في أفغانستان .. لنشر الفوضى والعمليات الانتحارية والقتل على الهوية تحت راية علمهم الأسود المتمثل بسواد بصيرتهم, وما هو ألا صراعا بين القوة والضعف وبين العلم والجهل في أدنى منطق صحيح.
فعلى هؤلاء إن يتقوا الله في الخطاب الإعلامي ولا يبتغوا مرضاة طوائفهم وأحزابهم فقط فقد يكون فيهم من يستجيب للشعار والعاطفة وقد يكون الخطاب الطائفي والشعاري أسرع قبولا في وسط الجمهور ولكنه خيانة للوطن وللدين نفسه.
مقالات اخرى للكاتب