لا يفوت يوماً على بلدي العراق ،دون ان نسمع ان وزيرا او نائبا او مديرا قد امتدت يده لسرقة اموال ألشعب، حتى باتت هكذا أخبار غير مهمة للمواطن العراقي باعتبار ان اللصوص اصبحوا كثر، وان القضاء والنزاهة عجزا عن المحاسبة والعقاب لكن المؤلم اكثر انه في احدى زياراتنا للأئمة الأطهار في محافظة كربلاء المقدسة ،وخلال لقاء جمعني بالشيخ عبد المهدي الكربلائي، صدمني حديثه عندما قال" ان السراق باتوا لا يخشون أحد وان الفساد اصبحت له أذرع طويلة و جذور من الصعب اقتلاعها، هكذا تمر الايام و السنون على ابناء بلدي، وهم يرون ان اموالهم تذهب الى الحسابات الشخصية في البنوك ألخارجية والى شراء العقارات في كافة مدن العالم ، بينما نجد هناك رجال يحبون الله ورسوله وائمتهم الاطهار قد تخلوا عن كل ملذات ألدنيا واتجهوا صوب ساحات القتال للدفاع عن العرض والأرض يصدون موجات الكفر و ألإرهاب التي باتت تحيط ببلدنا من كل جانب، اما السراق والفاسدين فهؤلاء بعد ان اسقطوا نقطة الحياء من جباههم ، باتوا يظهرون على شاشات القنوات الفضائية يتحدثون عن الوطن وأوجاع شعبه .
ان الخطيئة الكبرى التي ارتكبها شعبنا هي التصويت لهؤلاء مرة بعد أخرى وأنهم لم يستخلصوا العبر والدروس من الذي جرى عليهم، و لم يعطوا الاهمية لما مر من ويلات ومآسي ، ولم ينجحوا من افراز القيادة الحقيقة المخلصة التي تعين وترعى هذا الشعب ألمضحي ،وكيف بدأتا والى أين أصبحنا ؟ فالقيادة الحقيقية تظهر عندما تشتد المحن على ألوطن عندها سنجد رجال قد تصدروا المسؤولية بكل شجاعة، ووقفوا مع ابناء شعبهم وهذا ما لمسناه وشاهدناها في بعض القادة الذين كانوا في الصفوف الأولى عندما صرخ الوطن طلبا للنجاة من هجمة بربرية ارادت السوء بالعراق وأهله، وعلى رأسهم طفلهم الذي ترعرع في احضانهم و نمى بخبراتهم وتوجيهاتهم تنظيم داعش المجرم .
مصيبة ابناء وطني انهم يصدقون مايتفوه به السياسيون، وأنهم محبون للأمن والسلام ، إلا ان البعض من دول الجوار لا تريد لبلادنا الخير ، فعملت على اشعاله داخليا وزرعت الخراب بين حيطانه، من خلال اجنداتهم الداخلية والخارجية وبعض المحسوبين على الحقل السياسي ، وان هذه الدول زرعت حب الدولار في قلوب عملائهم الذين باعوا الوطن للخارج ،فاليوم بلدي يمر بأصعب محنة مالية جراء السياسة الفاشلة التي اقترفها ألجهلة والتي ادت الى ان تكون خزينة العراق على شفى حافة ألانهيار رغم ان السنوات العشرة الماضية كانت خزينته ممتلئة ،لم ينعم بها شعبنا بصورة عادلة ومنصفة، سوى الحرامية وبطانتهم ، لاننكر ان هناك رجال عملوا بغيرة وشرف وصمت للوطن وأهله، اما هؤلاء السراق والفاسدين الذين اذاقوا العراق وأهله شظف العيش ومرارته، لا اقول سوى ما قاله الشاعر الكبير مظفر النواب ( لست خجولاً حين اصارحكم بحقيقتكم .. ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم ، تحية لقادة ورجال الحشد الشعبي الأشاوس الذين لم يستلموا رواتبهم منذ عدة أشهر ولم يشكوا او يتذمروا رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها ،وتحية لأبناء القوات الامنية المسلحة بكافة صنوفها قادتها وضباطها ومنتسبيها .
مقالات اخرى للكاتب