الوطن العربي الذي كان فيه الاستقرار والامان انذاك، حيث كان يشهد ذاك الوطن ومن فيه كل الراحة والإلفة والمحبة فيما بينهم، فعندما كانت الدولة العثمانية صاحبة الكلمة انذاك والتي سيطرت على العرب بوطنهم الموحد 420 سنة، اكتفت حينذاك بالسيادة فقط، لم نشهد حينها عنصرية ولا طائفية ولا قتلا على الهوية ولا حدوداً اصطناعية نتجول كعرب جميعاً في اية رقعة من الوطن العربي الكبير حيث تجمعنا على حب الوطن والارض، والسبب !!! مثلما نستطيع قوله اليوم إسلامهم والاحتكام للشريعة الأسلامية التي كانت وما زالت تحترم كل الاديان السماوية لا على ديمقراطية الوقت الحاضر التي دمرت العرب والاسلام وحكمت عليهم بالأرهاب وتشوية سمعة الاسلام الذي هو برئ من هذه التشبيهات كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .
وعند ظهور مطامع بريطانيا في المنطقة العربية جاءت بسياسة اخبث من شكلها منذ البداية، وهي سياسة فرق تسد وبعد الحرب العالمية الأولى 1914_1918م، وخروجها منتصرة بالحرب قسمت بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916م، ممتلكات الدولة العثمانية على دول التحالف ( بريطانيا وفرنسا ) حيث تم أكمال التقسيم وتجريد الدولة العثمانية من كل ما كان بحوزتها من حكم على العرب في لوزان عام 24 تموز/ يوليو 1923م، وبعد الحرب يمكننا القول بأن الخدعة البريطانية وخباثتها بانت للعرب، فبدأت بممارسة سياستها الخبيثة مع العرب الذين اوعدتهم بخلاصهم من العثمانيون وبسيادة كاملة من دون تدخل طرف معهم، وبعدها ضربت العرب عرض الحائط وبدأت تمارس سياستها الأستعمارية القذرة، حيث أوعدت العرب ” الشريف حسين بن علي ” عام 1916م، بدولة عربية ومنصب لحكم العرب بشكل كامل، فتنصلت من وعودها وبدأت تطبق نظام الحماية والوصاية والأنتداب على المنطقة العربية يوماً بعد يوم، هذا ما جعل العرب وخصوصاً في العراق 1920م إلى أن يثورون عليهم وعلى سياستهم الخبيثة مما جعل بريطانيا تقر باستقلال العراق في 23 آب/ أغسطس 1921م، فكانت هذه الثورة هي التي لقنت بريطانيا الخبيثة درساً لن تنساه حتى هذه اللحظة.
في تلك الفترة كانت الولايات المتحدة الأمريكية “المتغطرسة” ملتزمة بمبادىء رئيسها وودرو ولسون الأربعة عشر التي قدمها للكونكرس الأمريكي ووافق عليها في 8 كانون الثاني/ يناير 1918م، حيث أكد فيها على ألا تتدخل أمريكا في شؤون أوربا ولا تتدخل أوربا في شؤون أمريكا، بل كانت الساحة لبريطانيا وخبثها ودعمها المتواصل لليهود، بل ركزت على العراق والاردن واقرت بأن تكون فلسطين تحت الحماية الدولية، شاهدوا خباثتها ومراوغتها أمام العرب في حين كانت واضعة في سياستها إقتطاع فلسطين لليهود ولم تتركهم بدون مكان بل هي ملتزمة معهم بموجب وعدها لهم ” وعد بلفور 1917″ ظلت تراوغ وتتملص من العمل لصالح العرب بل ذهبت إلى أكثر من ذلك حيث سعت لأدخال الولايات المتحدة الأمريكية معها واشراكها في حكم المنطقة العربية، فبدأت تعمل سوية على اهمال العرب والتحكم بسياستهم الداخلية والخارجية والعمل ايضاً بلجانها المخادعة والخبيثة والمتغطرسة بالتحقيق بشأن فلسطين العربية، إلى أن وصلت لهدفهم المرسوم بتقسيم فلسطين في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947م، وتواصل دعمهم لليهود وزاد يوماً بعد يوم منذ حرب فلسطين 1948م .
الأثنتان سياستهم خبيثة ومتغطرسة إزاء المنطقة العربية وفيها من الحقد الدفين على العرب والاسلام ما لا يتصوره أحد، وهم سبب رئيسي في إقتطاع جزء من ارض العرب للاسرائيلييت الذين سنبقى نعتبرهم مغتصبين لجزء لا يتجزأ من الارض العربية، شاركوا الاسرائيليين بجرائمهم التي اقترفوها ضد العرب وشجعوا على هجرة الصـــــــهاينة إلى فلسطين، وإثناء المقاطعة العربية للصهاينة زودوهم بكل احتياجاتهم أنذاك، وبنوا جسراً عسكرياً مع الصهاينة أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956 م، كل ذلك بحكم مصلحتهم واطماعهم بالمنطقة العربية، ووضعوا الحدود بين العرب وكثفوا من جهودهم وسياستهم الخبيثة لتغذية الطائفية والعنصرية والتشرذم الاجتماعي بين العرب، ووضعوا نماذج تخدم سياستهم الأستعمارية كل ذلك بأموال عربية، وكانت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مستمرة وبدايتها كانت في عام 1950م، والأخيرة وقـــــــفت مع العرب ليس لمصلحتهم بل خوفاً على مكانتها في المنطقة، هذا يمكننا القول بأن العرب ظلوا وحتى الآن في سبات والسبات مستمر، يعرفون جيداً سياسة المستعمر الخبيثة ولا يعملون شيئاً مع اصحاب هذه السياسة لا بل يتسارعون لتـــقوية هذه الســــــــياسة بينهم وبين المستــــــــــعمرين بحد ذاتهم .
وبعد عام 1971م أنسحبت بريطانيا وأنفردت أمريكا المتغطرسة بحكم العالم العربي وغيرت من سياستها من سيئ إلى أسوا بل أكثر غطرسة، فجعلت المنطقة العربية ساحة لتصفية حساباتها والاستفادة من ثرواتها مع الاتحاد السوفيتي، وخوفاً على إسرائيل قربت العرب معهم بمسيرة السلام الكاذبة والتي أنتهت باتفاقيتي كامب ديفيد 1978م ومعاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979م، والحقت المنطقة باحداث أخرى فاشعلت لهيب الحرب العراقية _ الأيرانية 1980م، وسميت حرب الخليج الأولى، والهدف منها هو اضعاف المنطقة حتى تستطيع فرض سياستها الرعناء وهيمنتها بسهولة على المنطقة، فاستمرت ثمانية سنوات اشغلت المنطقة العربية واضعفتها كثيراً، وما أن انتهت الحرب الاخيرة حتى أعلنت المتغطرسة انتصارها في الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي وذلك بانهيار الاخير عام 1990م، فاستفردت اكثر من ذي قبل باللعب لوحدها على العرب وتمكنت من تفعيل أزمة الخليج بين العراق والكويت انتهت بحرب الخليج الثانية والتي أشتعلت بتاريخ 2 آب/ أغسطس 1990م، هذه الحرب التي أعلنت موت المنطقة العربية نهائياً وتمركز أمريكا المتغطرسة في الشرق الأوسط واصبحت حتى الأن صاحبة القرار الأول والأخير فيه، وظلت تفتري على العالم العربي بمؤامراتها التي لم تنهيها رغم سيطرتها الكاملة على العالم العربي، بل راحت تكثف وجودها العسكري في المنطقة واجتاحت العراق ودمرته أرضاً وحكومتاً وشعباً، واستخدمت بعد ذلك عداوتها وزرعت التفرقة والعنصرية والطائفية بين فئات الشعب العراقي، ناهيك عن مجيئها بنماذج قذرة بمسميات مختلفة منها داعش الذي هو صنيعة أمريكية للقضاء على العرب والاسلام، وما يحصل في كل البلدان العربية اليوم سببه الولايات المتحدة الأمريكية الكارهه للاسلام والسلام وحبها لسفك الدماء ولقتل الابرياء، والمصيبة كل ما تعمل به أمريكا والحكام العرب يتوسلون بها وخاضعين لها وذلك لاقامة علاقات معها وللحصول منها على سلاح علماً أن السلاح بأيدي داعش اليوم هو سلاح أمريكي الصنع، وأن كنت تعلم فتلك مصيبةً وأن كنت لا تعلم فالمصيبةً اعظم.
مقالات اخرى للكاتب