اثر زيارة وفد من وجهاء الانبار الى رئيس الوزراء نوري المالكي قرر ارسال وفد من حزب الدعوة يتألف من الشيخ عبد الحليم الزهيري وطارق نجم العبد الله مدير مكتب رئيس الوزراء سابقا والنائب عزت الشابندر الى ساحات الاعتصام لمعرفة مطالب المتظاهرين والتفاوض بشأنها . وعلى الرغم من ان الوفد اثار حفيظة قادة التظاهرات واعتبروه غير مخول للحديث باسمهم ، الا انهم وافقوا على استقبال وفد المالكي والتفاوض معه ، واكدوا ان مطالبهم معروفة واطلعت عليها الحكومة واللجان التي شكلت لهذا الغرض وكذلك البرلمان يعرف بها ، وكلها مشروعة ومطابقة للقانون وليس كما يشاع ويشنع عليها بانها تريد اطلاق سراح الارهابيين في محاولة لتشويه التظاهرات . والمفارقة ان الذين اتهمتهم الحكومة قبل ايام بأنهم يمولون الإرهاب تستجدي لقائهم وسيتصدرون المفاوضات من أمثال الشيخ احمد ابو ريشة والشيخ علي حاتم السليمان ، والاخير في لقاء مع النائب عزت الشابندر ليل الثلاثاء اشترط لبدء المفاوضات ان يسلم المتهمون باطلاق النار على المتظاهرين في الفلوجة وقتل عدد منهم إلى العدالة . وفي معرض الحديث اكد الشابندر على ان الوفد المفاوض سيقدم شيئا ملموسا عربونا للحل إلا انه لم يحدده، وهو مايفهم منه عملية ارضاء قبل البدء. المهم ان المواطنين وقعوا في حيرة وتشوشت لديهم الصورة واختلطت عليهم المزاعم والاقاويل والتصريحات ، ولم يعد الكثير منهم يعرفون ماذا يصدقون ، تصريحات الامس ام تصريحات اليوم ، واي المواقف التي تتبناها الحكومة . فاذا كان حقا بعض من ذكرت اسمائهم متهمون بالتعاون مع الارهابيين ، فكيف يتم التفاوض معهم ، اليس مثل هذا يشكك بكل ماقيل عن الآخرين ، فها هو رافع العيساوي وزير المالية المستقيل والمتهم بزعامته لحماس يرد الصاع إلى الحكومة صاعين ، ويكشف عن فبركة الملف عليه لانه فضح صفقات فساد ، وان كل ما قيل مجرد محاولة للتسقيط السياسي ، ويمكن الرجوع الى المقابلة التي اجرتها معه القناة البغدادية الفضائية . لا تحظى الاتهامات التي تطلقها الاجهزة الامنية بثقة المواطن ، بل انها اصبحت تسيء اليها اساءة بالغة ، واصبح يقارن بما كانت تفعله اجهزة النظام المقبور وما يجري اليوم ، لم يعد لديه فرق ،وبات يشك اولا قبل ان يصدق ، وهذا مقتل يصيب قلب النظام الديمقراطي الذي ينبغي ان يكون مختلفا ومحط ثقة الناس واحترامهم . مثل هذه الاتهامات والنكوص عنها عمليا ، على ما يبدو لعدم دقتها ، بل انها بالتاكيد كذلك ، لان كل مختلف مع الحكومة ، وذا رأي في سياستها ، صارت تلصق بهم تهم الارهاب والفساد والعمالة الى الخارج وما الى ذلك من كلام لا قيمة له ، بل انه ينبه إلى فضائلهم وجهدهم ، فالشيخان احمد ابو ريشة وعلي حاتم عرف عنهما مقارعة القاعدة في احلك الظروف ، وزعيم “حماس” المزعوم شريك أساس في الحكومة .. ان سياسة التخوين من ادوات النظام الدكتاتوري واسترجاعها ونفخ الروح فيها مجددا لن يحل مشكلة ورتق الشق في النسيج الاجتماعي لمكونات شعبنا . إذا كانت الحكومة جادة في تلبية بقية المطالب للمحتجين عليها مغادرتها والاعتراف بأخطائها واطلاق وعد صادق والمباشرة بتطبيقه فورا بانها لن تعود الى سياسة افتعال الازمات . نقول ذلك ليس دفاعا عن فلان أو علان ، وإنما دفاعا عن الحقيقة . عن تصحيح العلاقة بين الحكومة وأجهزتها والشعب وان تقوم على الصراحة والشفافية والصدقية والثقة المتبادلة .
مقالات اخرى للكاتب