يعرف الكثيرين ان التفجيرات دوما تخلف القتل والدمار، تخلف الارامل واليتامى من الاطفال، تخلف عذاب نفسي وصور العنف والرعب في مخيلة من يراها او ينجو منها، التفجيرات تترك اثارا نفسية لاتمحى لسنوات وسنوات ، لكن في بلد مثل العراق للتفجيرات فوائد وفوائد .
بما ان الاشهر الاربعة الاخيرة لعام 2013 شهدت موجة جديدة وكبيرة وواسعة وعريضة من الانفجارات بمختلف صنوفها ( حزام ناسف، عبوة ناسفة، سيارة مفخخة، رجل مفخخ، أمرأة مفخخة، قصف عشوائي بعد التفجيرات و رمي بالرصاص و و و) والى اخره من انواع التفجيرات ،، وان هذه التفجيرات تركت عشرات لابل مئات القتلى والجرحى، وخلفت ورائها موجة جديدة من العنف الطائفي الاستهدافي المتبادل للمناطق الشيعية والسنية ، كما كان للاقليات ايضا نصيبها ودمار محلات و مواقع ومؤسسات حكومية وتركت اثارا بيئية لايتطرق اليها احد.
هذه التفجيرات كيف يمكن لها ان تكون مفيدة وذات فائدة ،،، طبعا قد يتصور البعض انها مسألة استهزاء، لكن لنرى كم هي مفيدة لبعض العراقيين من ( المخلصين ) ،،، واولها هي انها توفر الكثير من الكلام للسيد رئيس الحكومة ليجدد توجيه الاتهامات لهذه الجهة وذاك الطرف للقاعدة وحزب البعث وليذكر العراقيين بأنه لايزال لحزب البعث نفوذ ويشكل خطر على مستقبل وامن الدولة العراقية ،،، والتي ستكون مادة جاهزة للمزيد من تصريحات المسؤولين الذين احيانا يصرحون قبل ان يعرفوا النتائج و الارقام النهائية لبعض حوادث التفجيرات، ويأتي بعدها امر التفكير بأخذ المزيد من الحيطة والحذر، وهذا يعني تعيين وتخصيص المزيد من رجال الشرطة من الاقرباء الاوفياء لحماية بيوت السادة المسؤولين الكبار ومقراتهم وبساتينهم ومكاتبهم و و و،،، طبعا هذه اولى الفوائد مما يعني فرص عمل كثيرة وتجارة في شراء الاسلحة الخفيفة والمتطورة والاجهزة الخاصة بكشف المتفجرات منتهية الصلاحية وما يتعلق بهذا القطاع الكبير للاستثمار من جميع الجوانب.
ثم لابد ان تكون الفائدة الاكبر في جانب اخر ايضا ، الا وهو تشكيل لجان تقييم الخسائر وهذه ذات فائدة مرئية وغير مرئية، اذ ان الكثير من الضحايا ذهبت ارواحهم ادراج الرياح ، ولكن حققت فائدة كبيرة للجان التي تسجل الخسائر والمصاريف شرقا وغربا، و تحدد نوعية الخسارة حسب الدفع بالاجل او المباشر .
قد تبدو هذه الفائدة غير مهمة لكن البعض من اصحاب النفوس الضعيفة و الذين أمتلىء بهم بلدنا ينتظر تلك اللحظة طبعا بفارغ الصبر ... طبعا هذه فوائد دائمة ومستمرة منذ اندلاع اعمال العنف والغريب لا احد من المسؤولين يهمه أمر هؤلاء ( ذوي ) ضحايا اعمال العنف والتفجيرات، لابل مضت على بعض التفجيرات اشهر واشهر ولاتزال المحلات مهمشة و مدمرة وينتظر اصحابها التعويض بصبر تجاوز صبر ايوب المسكين.
من الفوائد الاخرى التي لاجدال عليها او عنها هو ان التفجيرات زودت المواطن العراقي في كل بقعه وكل مدينة بالمعرفة وخاصة معرفة اسماء المدن والبلدات فمن كان سيعرف ان هناك قرية او بلدة بأسم ( ام المحاحير ) او (بهرز ) او ( طورزخورماتو) او شرقاط من كان يعرف ان طائرة هيلكوبتر ستسقط بالقرب من (قرة تةبة ) ومن كان يتصور ان هناك في العراق بلدة بأسم كذا وكذا او حي شعبي بهذا الاسم ؟؟؟؟ وذاك ؟؟؟؟ وغيرها من المدن والمناطق لو لاحدوث التفجيرات واعمال العنف فيها،،،،،، اذا ما علمنا ان الجيل الجديد من الشباب لايعرف اسماء مدن وبلدات محافظته،،، لايهم فالتفجيرات اسرع الطرق لتحقيق هذا الهدف وهذه الفائدة.
ولان هناك بعض العراقيين يعدون اكثر الناس بلا رحمة لأن المئات يموتون كل يوم ولا احد يهتم بأمرهم فأن فائدة التفجيرات تتمثل ايضا بزيادة فرص العمل للحراسة المشددة للاغنياء ولحراسة محلات ارزاقهم وألا فأن الموت ينتظرهم، مثلما يحدث بين فترة واخرى لاصحاب بيع الشمروبات الروحية من المساكين من الايزيدية والمسيحيين، فأن لم يدفعوا الفدية الشهرية مصيرهم القتل على الهوية .
واحدة من الفوائد الكثيرة الاخرى للتفجيرات هي ان المتضررين والجرحى لايجدون ضالتهم في المستشفيات الحكومية، لابل ان بعضهم يخاف ان تتم مداواته هناك لذلك يفضل المستشفيات الاهلية، باسعارها الجنونية، او يبحث عن (فيزا) بأي سعر كان، لينقل جرحاه الى اقرب مستشفى خارجي، وهذه فائدة مامثلها فائدة ،،، ومن يشك ان للتفجيرات فقط خسائر فهو مخطىء والاشارات اعلاه خير دليل وكفيل في بلد اصبح مثالا للوزراء بصفة الوكيل.
مقالات اخرى للكاتب