دعا نوري المالكي القوى السياسية العراقية في خطابه الاسبوعي يوم أمس الى تقبل نتائج الانتخابات بكل اريحية والى عدم التشكيك بعمل مؤسسات الدولة فذاك أمر سيء! جاءت هذه الدعوة بعد أن أًظهرت النتائج التي اعلنتها مفوضيته فوزه بالانتخابات وسط تشكيك من مختلف القوى الوطنية التي اتهمت المفوضية بارتكاب خروقات كبيرة مهدت الطريق امام المالكي لتحقيق هذا الفوز.
صدرت هذه الدعوة من رجل وقف في مثل هذا المكان في العام 2010 وبعد خسارته للانتخابات حينها ليعلن رفضه لنتائجها ومشككا بعمل المفوضية وشن اتباعه حملة ضدها متهمين اياها بالتزوير لصالح منافسه الدكتور اياد علاوي الذي فازت قائمته بالانتخابات . وطالب المالكي باعادة العد والفرز في العاصمة بغداد الامر الذي اخر المصادقة على النتائج لمدة عدة اسابيع وبالتالي تأخير تشكيل الحكومة.
وجاءت اتهامات المالكي بعد ان مدح عمل المفوضية قبل ظهور النتائج وحينما كانت المفوضية مستقلة حقا وغير تابعة لجهة معينة. لم يتعامل المالكي مع تلك النتائج بأريحية ولم يتقبل الخسارة حينها بروح رياضية بل انه شكك بالنتائج ورفضها واخر تشكيل الحكومة وكلف الدولة مصاريف اضافية على العد والفرز ورفع القضية للمحكمة الاتحادية وأساء الى مؤسسات الدولة وسمعتها وطعن في حياديتها واليوم يطالب القوى الاخرى بالأريحية ! في الوقت الذي توجد فيه عشرات المؤشرات والقرائن التي تشير الى عدم حيادية المفوضية وتدعو الى التشكيك بالنتائج.
فالمفوضية اليوم يهيمن على مفاصلها الاساسية اتباع رئيس الوزراء كما كشفت عن ذلك نتائج العد في الصناديق رقم صفر التابعه للموظفين والتي بينت تصويتهم بنسبة تسعين بالمئة لصالح المالكي. والمفوضية اتبعت في عملها سياسة مزدوجة المعايير في التعاطي مع المرشحين ، فلقد اقصت مرشحين ومنعتهم من خوض الانتخابات لمجرد تصريحات اطلقوها كما حصل مع مها الدوري في حين تساهلت مع أخرين خرقوا القوانين كما كانت عليه حالة المرشح عن دولة القانون محمود الحسن الذي ضبط بالجرم المشهود واكتفت المفوضية بتغريمه.
والمفوضية اعلنت عن نتائج تثير السخرية وتدعو للتشكيك كما هي عليه نتائج مناطق حزام بغداد وخاصة ابو غريب التي غرقت بالمياه وهي المعروفة بمعارضتها للمالكي الا ان نتائج المفوضية اشارت الى تصويتها بنسبة تسعين بالمئة لصالحه. وهناك العديد من صناديق الاقتراع التي القيت على قارعة الطريق والعديد من الصناديق التي ملئت بالاوراق الانتخابية المزورة. والى غير ذلك من الخروقات التي تثير الشكوك حول عمل المفوضية وحياديتها. ولذا فمن حق القوى الوطنية ان تشكك بالنتائج وتطعن بها وتطالب باعادة العد والفرز بل وباعادة الانتخابات.
فكيف يطالب المالكي القوى الوطنية بالاريحية وبعدم التشكيك بالنتائج وعدم الاساءة الى مؤسسات الدولة رغم ان الحق معها وهو الذي فعل كل ذلك في العام 2010 بعد خسارته ولم يكن الحق معه فاين كانت الاريحية والروح الرياضية والوطنية ؟ ان الجواب في قول الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم..
مقالات اخرى للكاتب