الكثير منا يحاول ان يصب جام غضبه ويفرغ شحنات السخط العارم , على حزب البعث , لانه سبب الدما ر والهلاك , حيث عانى الشعب الويلات والمحن , لاكثر من ثلاثة عقود عجاف ومريرة , وينعته البعض منا باشد واقسى واقبح النعوت والاوصاف واقسها لعنة وغضبا , وراح البعض يحلم بان العهد الجديد , الذي جاء على انقاض الحقبة المظلمة , سيكون مختلف في الشكل والمضمون بدرجة 180 . لكن هذه الاحلام والتمنيات تبخرت وطارت في الهواء مع ادراج الرياح . فالاحوال والاوضاع لم تتغير نحو الافضل والاحسن , بل سارت نحو الاسوأ والاردئ والاتعس , باشد ظلاما وعتمة , ومظاهرها شاخصة في كل زاوية , لترهق الحياة وتحولها الى جحيم , وصورها الموجودة والتي انتشرت كالسرطان , لتثير الغضب والسخط والاحباط من الصورة المؤلمة التي تطعن المواطن بخناجرها المسمومة . اذ ما زال العراق يدور في الدوامة البعثية . اكثر من السابق , ومازال البعث يلوح بعلامات النصر الكبير زاهي بشمسه الساطعة , , اذ ان الحياة اليومية ومتطلباتها تدور وفق الارادة البعثية . فاذا أردت تنجز ابسط معاملة في اية دائرة حكومية ,فما عليك إلا ان تدفع رشوة او تستعين باصبع بعثي . حتى تنجز معاملتك وتبتعد عن السين والجيم . واذا أردت ان تجد عملا او تشغيل او توظيف , فما عليك ان تدفع رشوة او تبحث عن وسيط بعثي . واذا اردت تثبت هويتك من عواتي الزمان الغدار , , يجب ان تبحث عن عطور بعثية حتى تنقذك من مصائب المجهول . واذا اردت انجاز معاملة تقاعدية او ارجاعك الى وظيفتك السابقة , يجب ان تستعين بايادي بعثية , حتى تتلخص من الاسلاك الشائكة , او تفرغ جيبك للرشوة , فاين تسير وتتجه , تجد البعث امامك شامخا بكبرياء اكثر من السابق , وتقر وتعترف بان الدولة محتلة من قبل اعوان البعث , في كل زاوية , من مكتب رئيس الوزراء الى اصغر مؤسسة في الدولة . دعنا عن الاجهزة الامنية والجيش فانها محجوزة ومقفولة لهم , وهم يتدالون بيعها وشراءها وتحديد سعرها , , ان ابتلاع الدولة ومؤسساتها من قبل عناصر حزب البعث , جاءت بفضل الدهاء والذكاء والمكر والخداع , وان البعث جدير بامتياز بهذه المدرسة , عبر تاريخه السياسي في العراق . لقد صار العراق صناعة بعثية بمهارة واقتدار , . فقد استنسخوا وتفسخوا وولدوا من جديد , في ثوب حزب الدعوة والرفيق القائد حفظه الله نوري المالكي . وهذا ما يفسر الحماس الساخن والدفاع العنيف والضاري لبعض البرلمانيين , والذين يحتلون مواقع مرموقة , من ذوي الاصول البعثية , في حبهم المجنون والملتهب الى رفيقهم القائد رئيس الوزراء , وهم يتنقلون بهمة ونشاط شرس عبر وسائل الاعلام والقنوات الفضائية وهم يكلون آيات التبجيل والتبريك والمجد الى قائد العصر إو مختار العصر او قائد الضرورة الى الرفيق القائد حفظه الله ورعاه , من اجل اسعاد العراقيين , الذين يتمتعون بجنة الخيرات الوفيرة , , لانهم لم يخطر على بالهم ولا على افضل احلامهم الوردية ان يكونوا سادة العراق ,ذوي الجاه والمقام العالي , بعد ما كانوا جنود اذلاء الى قائدهم الاول ( صدام ) والان تحت رعاية قائدهم الثاني ( نوري ) صار لهم العراقيين خدم اذلاء .. الله هم بارك بركات البعث.