القسمة تعبير شائع منذ وجدت الانتخابات، كتعبير (المحاصصة) في الحياة السياسيه العراقيه بعد الاحتلال (الانكلو اميركي) للعراق، هذه تجري بالتوافق علناً وتلك القسمة تجري بالاتفاق سراً وفق معيار المثل الشعبي (يراويك حنطة..ويبايعك شعير)
والمحاصصة موضوعه على اسس شيطانية مفندة بالاسباب الخبيثة رغم انها واهيه، ابتكرتها الحكومة لتنفيذ سياساتها واحكام سيطرتها واستثمار ثروات الشعب وتسييرها لمصلحتها ولمصلحة اسيادها الداعمين لكرسي السلطه من الخارج، لعلي ارى من الحراك السياسي الذي نشهده والذي ابتداء في 2015/7/5 وماقبله كان يجري وفق سناريو جديد خرج عن التوازن الذي اعتمدته العملية السياسية، حيث برزت القاعدة الشعبية الكبيرة للتيار الذي يتبنى التغيير الشامل والسريع (التيار الاصلاحي المعتدل) ولقد اجتمعت قوى التيار المدني مع التيار الصدري بشكل عفوي وتحت راية العراق وجاء (التيار الديني) المرتبه الثانية الذي يتبنى الاصلاح النسبي وجاء (التيار الوسط) بالمرتبة الثالثة والذي يتبنى التغيير التدريجي، والكل يعمل من اجل البقاء في السلطة بأي اسلوب يراه، ديمقراطي او غير ديمقراطي، وطني او غيره، طائفي او غير طائفي، المهم ان يفوز بالسلطة مهما كلف الامر حتى لو خسر البعض العراق كله ان لكل واحد من هذه التيارات قيادته وخياره حتى لو اجتمعت جميعها في تحالف واحد وشعار واحد فأنها في النهاية قابلة للقسمة بدون باق، وخصوصاً عند ساعة الصفر كما يحصل الان حيث نلمس لكل تيار خصائصه واساليبه على مستوى الفعل الداخلي (التنظيم) والخارجي (الشعبي) وقد اثبتت التجارب الانتخابية السابقة هذه الحقيقة السياسية من حيث الممارسة والتطبيق، وان من يرى التناقضات والخلافات بين تلك التيارات وغيرها من التحالفات السياسيه تبقى عالقة دون تنسيق، فالكل يعمل من اجل هدف واحد الا القليل منهم ينسقون فيما بينهم ويستفيدون من عناصر القوه التي وراءهم سواء من داخل الحدود او خارجها بحيث يصبح كل شيء ممكن حتى القفز فوق التناقضات وتأجيل الخلافات خصوصاً بين التيارات المتقاربة في المذهب والانتماء للتمكن من الوصول الى كرسي الحكم ان الحراك الجديد الذي يرفع شعارات مكافحة الفساد الاداري والمالي والامني ومحاسبة السراق والفاسدين، واستقلالية القضاء وتفعيل لجان النزاهة، واستقلال مجلس النواب وعدم التأثير فيه من الداخل والخارج وتحقيق الخدمات من هنا تستحيل القسمة (ويبطل سحر المحاصصة) واساليبها الشيطانية وبذلك انقسمت التيارات بين متمسك (بالمحاصهه) وبين رافض لها باعتبارها اس الفساد وسبب الكوارث التي لحقت بالبلاد، ولقد سارع رؤساء الكتل والتيارات والاحزاب لفتح الحوارات من اجل القفز فوق تلك التناقضات وتأجيل الخلافات لغرض الحفاظ على السلطه متخذين من المعركه مع الارهاب غطاء لتمرير مخططاتهم الراميه الى ابقاء كل شيء على حاله وتعطيل الاصلاح والتغيير متناسين معاناة الناس المظلومه والتضحيات الكبيره والدماء التي اريقت وقد بدءت ذلك بدعوة مجلس النواب لعقد جلساته هذا المجلس الذي يدين بدين وسياسات الحكوميه (المحاصصه) ويركع لارادة الحكومه ويبصم علتى فرماناتها التي تصدر دون معرفة محتواها ومضارها كونها ولية نعمته واصبحت ولية امره.
ان كلا الفريقين الحكومي والمجلس يخطط بموجب مايمتلكه من ثقافة سياسية ومعرفيه لاثبات قوته او سطوته للنيل من الفقراء والمظلومين في كيل الاتهامات واصدار احكام جائرة لاتتناسب وحقيقة الامور مقلوبة النتائج والافرازات. وما على الشعب اليوم بعد ان شخص الداء (في نظام المحاصصه ورؤساء الكتل والاحزاب الفاسدة والفاشلة) الا المضي في طريق التغيير والثوره (وهو الدواء) بلا عنف بدون التناقضات والجدليات والحتميات بل ثوره شعبيه سلميه حضاريه هدفها تشكيل حكومة انقاذ وطني واقامة انتخابات مبكره واصدار قانون من اين لك هذا وتقديم الفاسدين الخونه سراق المال العام لقضاء نزيه وعادل.
مقالات اخرى للكاتب