لا يخفى علينا نحن البشر إن ديننا الحنيف ثبت لنا دستوراً اجتماعياً يتحلى بميزات عالية تساعدنا أن نعيش في هذه الدنيا بسلام امنين مستقرين سعداء , من هذه الثوابت القيمة التي حددها الإسلام هي بناء العلاقات الاجتماعية الصحيحة التي بنيت على أسس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي وتقبل الآخر, هذه العلاقات وما تحويه من خطوط عرضية ملونة تساعد على بناء الإنسان وتزرع فيه القيم النبيلة والإنسانية وتنزع ما بداخله من قيم فاسدة والخبائث الرذيلة وتجعله إنساناً سويا مستقيماً سعيداً.. … إن ما يحدث اليوم في مجتمعنا العربي على وجه الخصوص وبعض المجتمعات الإسلامية على وجه العموم هو مختلف ومتناقض تماماً لتلك الثوابت الاجتماعية التي حددها ديننا الحنيف , بل حرفت بعض من تلك العلاقات والثوابت بشكل عجيب بحيث أنشئ على أثرها دستور دنيوي جديد مبني على غزو فكري مخالف للعقائد والمبادئ السامية , ولا اعرف كيف صنعوه وكيف طبقوه في بعض المجتمعات علماً انه لا يمتلك هوية أو ايدولوجية واضحة المعالم و لا نستطيع تحديده أهو علماني أم ليبرالي والمفجع في الأمر انه نال استحسان بعض البشر وانتشر بسرعة مذهلة في مجتمعاتنا بحيث الذين عارضوه انحسروا في زاوية مغلقة وسحقتهم أقدامه الغليظة .. أصبحنا في حيرة من أمرنا كيف نسايرهم ونحن نعيش معهم والغريب إن البعض منا انقاد إليهم وخسر , والبعض الآخر عارضهم وعزل . إن الذين شاركوا في صناعة هذا الدستور الدنيوي الجديد هم خليط متنوع , ترى بعضهم يدعون إنهم مؤمنون ولكنهم عبارة عن هياكل فارغة جوفاء , انه حب زائف إنهم يلهون ولو رجعنا إلى حياتهم تجدهم ظلموا أنفسهم قبل ظلمهم للناس , وبعضهم من المصلين الذي لا يترك فرض قط دون أن يؤديه في وقته المقرر وبعد صلاته مباشرة يتجرد من إنسانيته ويتحول إلى وحش مفترس يتكلم بفصاحة الظلم الذي يقلب القانون التشريعي الواضح إلى قانونه الذي يشبع رغباته الشيطانية ومنهم أيضاً مثقفون (الشياطين المثقفة ) ممن تمتلك أدمغتهم كم هائل من كنوز المعلومات النفعية وللأسف كانوا من الذين شاركوا وبقوة في صناعة الدستور الجديد بل وجملوه ووضعوا عليه الحلي والجواهر واستغلوا باعتقادهم ثغرات أبشع أنواع الاستغلال وحرفوها عن مسارها الصحيح , نحتاج إلى مصحح لغوي لتصحيح لغتنا ومنقذ اجتماعي وسياسي لإعادة هيكلة الدساتير الاجتماعية والسياسية واستعادة كل القيم النبيلة حتى يعيد البلد عافيته من جديد .
مقالات اخرى للكاتب