بغداد – أضيف الإرهاب على قائمة أجندة شهر رمضان التي يعاني منها المواطن العراقي، إلى جانب الأزمة السياسية الخانقة ونقص الخدمات المقدمة من الحكومة للمواطنين، وأرتفاع الأسعار بشكل أثر بشكل كبير على مائدة العائلة العراقية، فضلا عن أنقطاع الطاقة الكهربائية وبصورة شبه كاملة سوى بعض الساعات التي تجهزها الحكومة للمواطن، وسط أرتفاع درجات الحرارة لأكثر من الخمسين درجة مئوية.
وارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت اليوم الاثنين الى 107 قتيل واكثر من مئتي جريح في اليوم الاكثر دموية في البلاد منذ ما يزيد عن عامين.
ووقع 27 هجوما شملت تفجيرات انتحارية وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة واخرى مسلحة في 18 مدينة عراقية، مستهدفة في معظمها مراكز امنية وعسكرية للشرطة والجيش.
وتعد هذه الهجمات التي جاءت بعد يوم من دعوة تنظيم القاعدة "شباب المسلمين" الى التوجه الى العراق واعلانه عن عودته الى مناطق سبق وان غادرها، الاكثر دموية منذ مقتل 110 اشخاص في هجمات مماثلة في آيار 2010.
ووقع العدد الاكبر من الهجمات في منطقة التاجي بالعاصمة العراقية بغداد، حيث قتل 42 شخصا على الاقل في سلسلة تفجيرات بحزام ناسف وعبوات وسيارة مفخخة، وفي مدينة الثورة (الصدر) حيث قتل 12 شخصا على الاقل بانفجار سيارة مفخخة.
وقتل 15 جنديا على الاقل في هجوم مسلح استهدف قاعدتهم العسكرية في الضلوعية بالعاصمة بغداد. كما شهدت مدن اخرى في شمال ووسط وجنوب وغرب البلاد، هجمات مماثلة.
وقال ابو محمد وهو يقف على انقاض منزله المدمر إنه "في صباح اليوم الإثنين سمعنا اصوات انفجارات بعيدة فجلست امام منزلي ووجدت سيارة غريبة، سألت الجيران عنها الا ان احدًا لم يتعرف عليها". واضاف "حضر شرطي وقال إن السيارة مفخخة حتما، عندها طلبنا من سكان المنازل القريبة مغادرتها، الا أن الانفجار وقع عندما بدأت العائلات تغادر ورأيت امرأة وحفيدتها البالغة من العمر سنتين تقتلان في الهجوم". ودمرت السيارة المفخخة عشرة منازل على الاقل.
وفي الضلوعية قال ضابط برتبة ملازم اول في الجيش إن "مسلحين هاجموا قاعدة عسكرية صباح اليوم الإثنين وقتلوا 15 جنديا واصابوا اربعة آخرين بجروح وخطفوا جنديا واحدا".
واكد مصدر أمني واسع الإطلاع في وزارة الداخلية مقتل 15 جنديا في الهجوم. وقتل 12 شخصا على الاقل واصيب 22 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر. وقتل ايضا شخصان واصيب 21 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في الحسينية في شمال العاصمة، بينما قتل شخص واصيب ثلاثة آخرون بجروح بعبوة ناسفة في اليرموك في غرب بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية.
كما اصيب أحد عشر شخصا بانفجار سيارة مفخخة في الطارمية شمال العاصمة بغداد. وقتل 11 شخصا واصيب 40 بجروح في سلسلة هجمات في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى ومناطق محيطة بها، مستهدفة مراكز امنية ودوريات للشرطة والجيش، بحسب ما افادت مصادر عسكرية وامنية وطبية.
واعلنت الشرطة العراقية في محافظة كركوك مقتل سبعة اشخاص بينهم عدد من افراد الشرطة واصابة 29 بجروح في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت اربع مناطق متفرقة من المحافظة.
واعلن ضابط برتبة مقدم في الشرطة العراقية أن "امرأة قتلت واصيب اربعة اشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة قرب حسينية الزهراء، وسط ناحية الدجيل"، واكد مصدر طبي رسمي مقتل المرأة.
ويشهد العراق منذ إحتلاله عام 2003 اعمال عنف متواصلة تشمل السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة قتل فيها عشرات آلاف الاشخاص.
وتأتي هجمات اليوم الإرهابية بعد يوم واحد من دعوة تنظيم دولة العراق الاسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، "شباب المسلمين" الى التوجه الى العراق، معلنا عن "بدء عودة" التنظيم الى مناطق سبق وان غادرها، وعن خطة جديدة لقتل القضاة والمحققين.
وقال "امير" التنظيم ابو بكر البغدادي في شريط صوتي مسجل بثه أمس الاحد عدد من المواقع التي تعنى باخبار الجهاديين بينها "حنين" و"شبكة الجهاد" أنه "يتوجه بنداء الى جميع رجال شباب المسلمين في شتى بقاء الارض واستنفرهم للهجرة الينا".
واضاف ان دعوته هذه تأتي بهدف "توطيد اركان دولة الاسلام وجهاد الرافضة الصفويين شيعة المجوس". ولم تتبن هجمات اليوم أي جهة، علما أن تنظيم القاعدة في العراق عادة ما يتبنى في وقت لاحق هجمات مماثلة.