أثناء الحرب العراقية الإيرانية كانت للملك حسين زيارات متكررة لجبهة الحرب دأب فيها على تأدية التحية لصدام وهو يعرف جيدا ان صدام لم يدخل الكلية العسكرية يوما واحدا ولم يؤدي حتى الخدمة الإلزامية , الملك يقوم بهذه المسرحية وهو المعروف انه حامل شهادة عليا في العلوم العسكرية من بريطانيا وهو طيار ماهر , لقد كان الهدف من هذا التملق وهو أشبه ما يفعله الشحاذين طلبا واستجداء للمال , وكان كلما زار العراق يشتد اوار الحرب في الجبهة ويسقط الآلاف من العراقيين بين قتيل وجريح حتى بدأنا نتشاءم من هذه الزيارات ... انطوت صفحة الحرب العراقية
الإيرانية وبدأت صفحة غزو الكويت فوقف الأردن ملكا وحكومة مع صدام والهدف هو الهدف نفسه بل زيد السخاء ألصدامي بإعطاء كابونات النفط لبعض الأردنيين من السياسيين والبرلمانين والفنانين وفوق هذا كله منح العراق الاردن النفط الخام باسعار تفاضلية ناقص عشرة دولار عن السوق العالمية للاسف لازال هذا الاتفاق ساري المفعول الى اليوم ... ولكن صدام ازاء هذه الاموال السخية التي تعطى استخدمهم ككلاب بوليسية وحراسة له فسخرت المخابرات الاردنية بكل طاقاتها لمتابعة المعارضة العراقية بل كانت تتابع حتى الناس البسطاء والذين يعملون بمهن حره في الاردن
بعد ان جار عليهم الحصار الظالم وبدءوا يبحثون عن لقمة العيش في الدول المجاورة ومنها الاردن فقد رمي الالاف من العراقيين العاملين على الحدود ولم تعطى لهم مستحقاتهم المالية وكان ابن اخي من ضمن الضحايا ... وبعد ان شعرت الاردن وملكها وحكومتها ان امريكا جادة في اسقاط النظام الصدامي وتجسيدا للقول اذا اكرمت اللئيم تمردا سمحت لقوات التحالف ان تمر عبر ا راضيها لاحتلال العراق , فسقط النظام العراقي الى غير رجعة ولكن الملك عبد الله وخلفه نجمات ال صهيون وقبل ان تشكل اول حكومة عراقية راح يحذر الحكومات العربية من الهلال الشيعي فوجدت هذه
استجابة عاجلة له من كل الدول الاقليمة الرجعية , في نفس الوقت تعالت اصوات النشاز من سياسيهم بان العراق محتل ويجب الدفاع عنه ومن هنا بدا الارهاب ياخذ طريقه مبتدا من الاراضي الاردنية حيث ظهر المقبور الزرقاوي من بينهم فكانت جرائمة ضد العراقيين لا تعصى ولا تعد وقد رافق هذا ان المواطن العراقي المسافر الى الاردن يتعرض للمضايقة والتنكيل بحجة تهمة عدم الدفاع عن صدام اما من كان في جوازه تاشيرة الى ايران او لقبه موسوي فيرجعوه حالا من المطار بنفس الطائرة بدعوى انه عميل ايراني , هذه المعلومات ليس سريه بل يعرفها القاصي والداني وقد شاهدت ذلك
بام عيني ولي معارف حصل معهم هذا ...الاردن التي احتضنت عائلة صدام وسمحت لقنوات فضائية طائفية تدعوا للارهاب ان تبث من اراضيها كالرافدين والعباسية والتغير ماذا تريدون اكثر من هذا العداء من الاردن للعراق والعراقيين ؟ ... اليوم نحن على بينة ان هناك معسكرات فتحت لتدريب الارهابين وارسالهم الى العراق كما لازال بعض الاردنين المنتفعين من سياسة صدام السابقة يحتفلون بعيد ميلاده ويمجدون افعاله بدليل ما حصل مؤخرا في السفارة العراقية قبل مدة في عمان ... اليوم الطامة الكبرى والعداء المفضوح للعراق عندما يعقد مؤتمر للمعارضة العراقية في عمان،
وتغطيه وسائل الإعلام على انه برعاية ملك الأردن، وان البلاط الملكي قدم كل التسهيلات للمؤتمرين الثلاثمائة الذين حضروه ، هدف المؤتمر في شعاره ( إسقاط الحكومة العراقية، وإلغاء الدستور، وتغيير العملية السياسية، وتحرير بغداد) وهو يترجم عملياً رغبة الملك الأردني حيث لم تكن مصادفة في التوقيت ان ينعقد المؤتمر الطائفي المشئوم مع انعقاد اول جلسة للبرلمان العراقي الجديد، فلقد أراد الطائفيون أن يؤكدوا انهم لا يعترفون بالعملية السياسية ونتائجها واستحقاقاتها، إنما العنف والقتل الطائفي هو خيارهم الأول هؤلاء الطائفيون والإرهابيون امثال
الضاري وعدنان الدليمي وعبد الناصر الجنابي وجناح جزب البعث فصيل عزة الدوري يرفضون الأعتراف بالواقع الجديد والشراكة الوطنية في قيادة العراق ولا تستوعبون التغيير الذي حصل في العراق بعد 2003 لذلك نجد ان اجرام هؤلاء في المناطق الشمالية والغربية من العراق دفع الثمن اهلها بان يكون الارهاب على اراضيها ومازالت هذه المحافظات تعيش فوضى الإرهاب .
اننا نستغرب من ردة فعل وزارة الخارجية في الحكومة العراقية فقد جاءت فاترة وعادية جداً ومخيبة للامال يقول السفير العراقي ان الاردن اعتذر ونحن نقول إذا كان الاعتذار قد حصل حقاً، فهو غير كاف بالمرة.. فالعراق يجب ان تردع حكومة الشحاذين في عمان ، ويجب قطع النفط عنهم ، وتقليل حجم التجاري معهم وفرض عدد من الشروط عليهم منها تسليم الارهابين العراقيين الى القضاء ومنع الاعلام الطائفي المغرض .. وبعد ذلك سينظر في قضية النفط العراقي المدعوم للأردن... اما إذا كان الاعتذار كاذباً وغير صحيح ، فيجدر بالحكومة العراقية أن تقطع العلاقة الدبلوماسية
مع الأردن حالاً.. وسيرى العراقيون كيف سيأتي ملكهم زحفاً على يديه ليتوسل بالعراقيين من أجل أعادة العلاقات الدبلوماسية؟ لإعادة النفط، الذي يوفر له أربعة وخمسين مليون دولار شهرياً ... لانه لولا سكوتنا عن هذه الافعال المعادية للعراق لما تجرا الاردنيون بالقيام بها ...اخيرا اوجه دعوة الى التجار العراقيين ان يوقفوا استثماراتهم في الاردن وبالاخص بيت الخوام حيث يساهمون بربع خزينة الاردن ماليا ..
مقالات اخرى للكاتب