Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أكو فد واحد...
الاثنين, آب 11, 2014
علاء الزيدي

تصدمني دائماً ، و تصدم أيّ إنسان حر بالتأكيد ، المشاهد و الظواهر المعبّرة عن الكراهية العنصرية .
و حتى قبل أن تتشكّل تلك المشاهد و الظواهر في رحم الأيام ؛ أي قبل تحوّلها إلى حدث و تطوّر صارخ ، أرفضها و أقاومها بشراسة .
منذ نعومة أظفاري ، حرصت على عدم تداول النكت العنصرية ، على شاكلة : فد واحد كردي ، دليمي ، معيدي ، شروگي ، عجمي ، تركي ، قزويني ، أسكوتلندي ، ناصرية إلى آخره . ذلك لأني أرى أنّ مثل هذه النكت و الطرائف الفجة إنما هي تعبير عن أحساسات مريضة كامنة في نفس معتوهة تحتاج إلى علاج في مصحّة ، و قد تتطور هذه الإحساسات إلى فعل عنيف ، إذا تسنّى لها ذلك ، يتحول فيه الإنسان إلى وحش يمكن أن يفترس أخاه الإنسان ، بفارق أن الوحش الفطري ( الحيوان ) إنما يمارس الإفتراس بهدف الحفاظ على حياته ، منسجماً مع الفطرة التي فطره الخالق عليها .
أعترف - آسفاً - أني أنتقل رويداً - رويداً من ذلك الموقف الطفولي البريء ؛ موقف الرفض الإنساني لاحتقار الآخر ، إلى موقف التماهي مع التيار العنصري الجارف ، الذي ينيخ بكلكله على العالم العربي و الإسلامي أجمع . فكثيراً ما يلاحظ قارئي المشدوه في كلماتي على مدى سنين ( منذ بداية هذه المليونية ) كلمات و مصطلحات تنمّ عن تحوّل عنصري مؤسف ، ليس المجال متسعاً لاستعراضها .
لماذا يحدث ذلك . لماذا أنتشي الآن لسماع النكت و الطرائف العنصرية . لماذا لا أنتفض اعتراضاً عندما تطرق سمعي أوصاف تنتقص من إنسانية الإنسان ، حتى لو جاءت في سياق إمتاع و مؤانسة و قضاء أوقات ؟
لا أعتقد أن في الأمر سرّاً غير مذاع . ذلك لأن الجميع أصبح في أيامنا هذه أقلّ مقاومة ً للنيل من الآخر و نهش لحمه ، افتراضاً و واقعاً . لقد مرضنا جميعاً بداء العنصرية و الفئوية و المناطقية و الإقليمية و العرقية و كل ما يتصل بهذه المصطلحات من أعراض ، لذلك لم أستغرب عندما شاهدت على التلڤزيون شباباً كُرداً ينادون في أربيل بطرد النازحين العرب حاملين رسماً لعقال و غترة مشطوبين بعلامة خطأ ( x ) فقد تربّى هؤلاء الشباب على كُره العرب ، على أيدي آباء و أمهات ذاقوا الأمرّين في الأنفال و حلبجة و المقابر الجماعية و الترحيل و القمع إلى آخره بأيدي نظام عروبي يدّعي زوراً رفع شأن العرب إزاء الحطّ من قيمة غيرهم . ما استغربته فعلاً قول رجل ستّيني من بينهم : ماذا حصلنا من العرب منذ 1400 سنة غير الذل و المهانة و الظلم !
ما قاله هذا الرجل الكردي ، يقوله أيضاً آخرون ، فيهم العربي و الفارسي و التركي و الأمازيغي و النوبي و الأفريقي ، لكن لا يقوله الإنگليزي و الأوروپي و الأميركي الذي اعتنق الدين " العربي " عبر اختيار واعٍ و انتقاء مؤسس على قاعدة صلبة من الفهم و الإدراك . فهناك غربيون يفتخرون الآن بتلفّظ بضع كلمات تعلّموها من لغة العرب ، و هناك فهم يتسع و يتعاظم لقضايا العرب و الدين " العربي " في الشارع الغربي ، على الرغم من ضعف الإعلام و الدعاية العربيينِ إزاء دعاية و لوبي صهيونيينِ قويين .
لماذا تجتاحنا العنصرية في بلادنا ، في الوقت الذي يعتبرها غيرنا جريمة يعاقب عليها القانون ؟
ألقصورٍ في تكويننا النفسي كشرقيين ؟
ألِعُنف الفتوحات العُمَرية و الاُموية و دمويتها دخلٌ في صناعة هذا المزاج التاريخي لدى الشعوب المغلوبة ؟
ألِدعايةٍ قوية و متواصلة على امتداد مساحات كبيرة من العالم الإسلامي أبطالها آلاف المشبوهين - بعضهم بيننا هنا في مواقع النت - أوحت إلى عقلنا الباطن أننا وقعنا منذ 1400 عام ضحية احتلال قوم عنصريين فرضوا دينهم علينا بالقوة و القمع باسم السماء ؟
هل عجزنا عن التوفر على الحقيقة بأنفسنا ، نحن الذين يتحدث أبسط واحد فينا بأكثر من لغة ؟
أسئلة ، ينبغي أن يبحث أحدنا عن أجوبتها في أعماق نفسه ، و في تلافيف عقله ، و في لُبّ روحه و جوهر إنسانيته و حقيقته .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36648
Total : 101