عند كلا المكونتين العراقيتين الشيعية و السنية طائفيون متطرفون ، بعضهم يمارس ذلك سرا و بعضهم الأخر علنا و بشكل سافر ، و المثال على هذا الأخير هو كل من ثائر الدراجي و والنائب أحمد العلواني اللذين يمارسان تطرفهما الطائفي بكل علنية و صراحة ، دون أن يعبأ بالنتائج أو العواقب المرتبة على ذلك ..
ومن المؤكد و المؤسف أيضا بأنه يوجد ـــ و بكثرة ـــ ممن يتعاطفون مع هذين الشخصين المتطرفين ويؤيدانهما ــ كل حسب انتمائه الطائفي ــ حيث رأينا تجمعات خفلهما تتحمس وتهتف لخطاباتهما الطائفية المتطرفة وتؤيدها بشكل مهووس !! ..
و هذه الظاهرة تعد أمرا عاديا ، ربما توجد في كل بلدان العالم ، إذ ما من بلد إلا و يوجد فيه متطرفون دينيون أو طائفيون أو قوميون عنصريون بمجموعات كبيرة أو صغيرة ..
ولكن مقابل ذلك توجد هناك أغلبية عاقلة ورصينة ، تتسم بنهج وسلوك التسامح و الحكمة ورحابة الصدر وقبول الآخر المختلف ، انطلاقا من الروح الوطنية الواسعة ، وهي الأكثرية التي تقف بالضد من هؤلاء المتطرفين وتدين سلوكهم ، و تسعى إلى لجمهم وتحييدهم قدر الإمكان ليبقوا أقلية ضئيلة و غير مؤثرة بتاتا كما هي الحال في البلدان الغربية ـــ على سبيل المثال و ليس الحصر ..
وكان المثال على ذلك هو الإدانة الواسعة لسلوك الطائفي المتطرف ثائر الدراجي من قبل مرجعيات و شخصيات شيعية وسياسية و ثقافية و إعلامية واسعة ، و رفضها و نبذها بالمطلق و على نطاق واسع في الشارع " الشيعي " العريض ..
غيرنا إننا ــ ومع الأسف الشديد ــ لم نر تلك الإدانة الواسعة و المماثلة في الشارع " السني " العريض لسلوك الطائفي المتطرف والنائب الغائب عن عمله في البرلمان أحمد العلواني و الذي اشتهر بمسباته و شتائمه و تشنيعه بالشيعة العراقيين ، بل بالعكس من ذلك سمعنا و نسمع و نشاهد خطابات أئمة جوامع ومساجد في محافظة الأنبار و صلاح الدين وديالى وغيرها ، تحمل نبرات التحريض و التأجيج والتجييش ، إلى جانب الوعيد و التهديد ، لتلتقي وتنسجم ــ بشكل أو بأخر ــ مع خطابات و شتائم وتشنيعات أحمد العلواني الذي يختلف عن ثائر الدراجي بكونه نائبا في البرلمان ويمثل كتلة نيابية و عددا من الناخبين ..
و هذا أن دل على شيء أنما يدل على غلواء وحماقة وأوهام بعض الذين يجهلون بأن مثل هذا النهج الطائفي من التطرف و التأجيج لن يجلب على أصحابها وعلى عموم الشعب العراقي غير الويلات و الأهوال سواء على المدى القريب أو البعيد ، بحيث من الممكن أن يحترق في نيرانها الجاني والبريء على حد سواء :
إذ ولا من ناج إذا ما احترقت الدار على رأس جميع ساكنيها ..