ما ان هطلت الامطار الشتوية الاسبوع الماضي معلنة بدء فصل الشتاء حتى غرقت مناطق عديدة من العاصمة بغداد واصبحت فينسيا العراق مثلما تندر بعض الظرفاء .
ولم تسلم مدينة النجف الاشرف التي كادت أن تصبح عاصمة الثقافة الاسلامية من الغرق ايضا ، بل واعلنت محافظة النجف رسميا انها مدينة منكوبة .
ويحق لنا ان نسأل: اذا كانت مدننا المقدسة وعاصمتنا ، وبما نمتلك من مليارات الدولارات النفطية ، تصبح مدنا منكوبة من اول الغيث ، فكيف لو اصابتنا لا قدر الله مصائب بحجم ما اصاب الفلبين او اليابان او حتى ايران وزلازلها .
إن شراهة الفساد الذي يفتح شدقيه ليبتلع مليارات الدولارات تتضح من خلال العيوب التي يأبى الله الا ان يكشفها أمام العالمين ، وهاهي الفضائيات وشاشات التلفزيون تنقل العار الذي يجلل رؤوس المسؤولين الفاسدين الذين لم يعملوا مثقال ذرة خيرا خلال سنوات تسنمهم المناصب والمسؤوليات التي تحتاج الى رجال اكفاء مخلصين يضعون مصلحة الوطن والشعب نصب عيونهم لا الذين يملأون بطونهم بالسحت الحرام ويأكلون مال الله وعباده دون خوف من عقاب قانون سماوي أو وضعي .
انتظرنا أن يهب مجلس النواب لمساءلة المقصرين ومحاسبة ناهبي المليارات ، ولكننا لم نسمع سوى جعجعة كبار المسؤولين يجترون الكلمات ليتلعثموا أمام الكاميرات التلفزيونية ببدلاتهم الموهير والكبردين الانجليزية والفرنسية المنهوبة من ارقى المحلات من هاوردز لندن ولافايت باريس ومولات نيويورك ، الى عباءات وصايات الحرير والمدس والاحذية الكلاصية المهربة من خانات خيابان فردوسي في طهران وبازار آق سراي في استانبول .
المخجل ان أعلى سلطة في البلاد وهي سلطة البرلمان تغمض عينيها عن مثل هذه المصائب التي تلم بشعبنا ولكنها تسهر الليل والنهار لتجادل من أجل تقاعد النواب ورواتبهم ومخصصات القرطاسية ومُـنح شراء السيارات المصفحة وتكاليف الزينة والمكياج والحلي والشحاطات لذوات الخال ( الكواعب الحسان) . ارجو ان لا يدحض أحد العبارة الاخيرة الموضوعة بين قوسين محتجا بصور أي نائب ، لان نشر الصور والمساس بسمعة الذوات غير مسموح به رجاء ، وقد أعذر من أنذر .
مقالات اخرى للكاتب