بدأت بوادر هزيمة داعش منذ اندحارهم في قاطع جرف الصخر ، وآمرلي ، واليوم تستكمل البيشمركة هزيمة داعش بتحرير جبل شنكال – سنجار – والقرى المحيطة به من رجس العصابات الارهابية .
اما مساندة طائرات التحالف الدولي وخبراء امريكا والمانيا وبريطانيا فكان لها الاثر الكبير في تحقيق هذه الانتصارات التي لا يغفل فيها دور القوات المسلحة العراقية التي تميزت بفرق مقاتلة جيدة التدريب مثل الفرقة الذهبية وقوات النخبة والعديد من التشكيلات العسكرية المخلصة للوطن والتي ضحت بالاف الشهداء من الجنود والمراتب العسكرية العليا وحققت نجاحات واختراقات على الارض لاصعب المناطق التي تحصنت فيها العصابات الارهابية مثل الانبار وسامراء وبلد وديالى .
ولا بد ان تعمل القوى الوطنية يدا بيد من اجل تحرير بقية المناطق المحتلة من قبل عصابات داعش ، وهي مدن كبيرة مثل الموصل وجلولاء واقضية الانبار مثل البغدادي والوفاء والقائم .. الخ ، ان العمل المشترك والتنسيق الميداني بين قوات البيشمركة والجيش والحشد الشعبي والعشائر في المناطق الغربية امر لا بد منه لتحقيق النصر على القوى الارهابية باسرع وقت وباقل الخسائر .
وفي غمار هذه التطورات انعقد خلال اليومين الماضيين مؤتمر اربيل للقوى العربية السنية ، وقد حرصت هيئة المؤتمر على استبعاد الاطراف الاخرى من المكونات العراقية لكي يقتصر المؤتمر على لون واحد من العراقيين ، وهم السنة ، في مبادرة قد تكون لها انعكاسات سياسية على الواقع العراقي المتوتر ، فان استبعاد الاطراف الاخرى يمثل اللبنة الاولى لوضع اسس الجدار المفرق بين اكبر مكونين عربيين في العراق هما الشيعة والسنة . ومن جهة اخرى قد يكون في اقتصار المؤتمر على اتباع المكون السني تقليل لعوامل الانشقاق في الاراء داخل المؤتمر ، ومحاولة تقليل الخلافات الى الحد الادنى ، هذا اذا حملنا الامر على حسن النية .
وقد اثار ضغينة الكثيرين حضور المؤتمر بعض المطلوبين للقضاء العراقي ، بعضهم مدان باحكام قضائية مثل نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي ، ولكن مثل هذا الامر يدحض بان احكام القضاء العراقي فيها شئ من التذبذب ، ويضربون لنا امثلة عديدة بادانة البعض واسقاط التهم عنهم من قبل القضاء العراقي، ولا حاجة لذكر الاسماء فهي معروفة للمتابعين للشؤون السياسية والقضائية في العراق .
وفي حوار لي مع اذاعة راديو دجلة التابعة لموقع دويتش فيلية الالماني حول موضوع المؤتمر ضمن برنامجها العراق اليوم بينت راي في المؤتمر الذي اكدت فيه على انه مبادرة قد تقود الى وضع افضل لمستقبل العلاقة بين الاطراف السياسية ، لان الحوار الذي يجري الان وسط المكون العربي السني بحاجة الى بلورة رأي يبتعدون به عن الانسياق خلف قوى مسلحة غير حريصة على دماء العراقيين بل توغل في اقتراف الجرائم بحقهم مثل جريمة سبايكر والسجر وبيجي .. الخ
يقترن توحيد الموقف السني وتوجيهه الوجهة الصحيحة بظهور هيئات وطنية مخلصة تتولى ادارة الدفة في اية فعالية سياسية في المستقبل في التفاهم حول حقوق المناطق الجغرافية للمكون السني كونه مواطنا عراقيا لا فرق بينه وبين ابناء بقية المكونات من شيعة وكورد وتركمان وشبك ومسيحيين وصابئة وايزديين وغيرهم .
نأمل ان يكون هذا المؤتمر خطوة اولى نحو تصحيح الاخطاء التي وقعت فيها جميع المكونات العراقية ، وهي اخطاء لا مفر من الوقوع فيها في خضم سيرورة الانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية .
مقالات اخرى للكاتب