اكتضت مقهى الأكابر بالناس على أثر تعالي اصوات حجي محمود وتحسين ابو الجرايد وهما يخوضان الحديث الصاخب عن حالة الإحتجاجات الشعبية وموضوع الإعتصام الوطني، وسادت الخلافات بينهما من مؤيدٍ ومقتنع بما يجري اليوم من انتفاضة شعبية ضد حيتان الفساد، ومن هو غير مقتنع بالذي يحصل ، فالحاج محمود يرى من وجهة نظره أن مايجري اليوم في الشارع العراقي هو علامات بشائر لولادة وطن جديد بخلاف مايرى تحسين ابو الجرايد فهو غير مقتنع بهذا الحراك ولايروق له مطلقاً أن يكون الحراك الجماهيري عنوانه جهة اسلامية حتى لو كانت ذات مواقف وطنية !!.
ومن هذه النقطة بالتحديد سادت أجواء الخلافات بين الطرفين وتمحورت حول المدنيين والإسلاميين الى أن تدخل الروائي بهجت بفض النزاع وطلب من حجي محمود وتحسين ابو الجرايد التحدث بهدوء وطرح كل شخص ماله وما عليه بدون عصبية وانفعال فليس هناك جهة أفضل من جهة أخرى طالما هي حريصه كل الحرص على وحدة وسلامة العراق وتكافح المفسدين بكافة صنوفهم وتسعى لبناء مستقبل افضل .
بينما يتحدث بهجت الروائي بهذا الشكل واذا بالحاج محمود يسأل لفته ابو الجرايد :اگلك لفته رحمه على والديك .. اريد اسألك عن أصل الخلاف بين المدنيين والإسلاميين يعني مثلاً الخلاف على عدد ركعات الصلاة، لو الخلاف على حج بيت الله الحرام ، لو على الصوم في شهر رمضان لو على تلاوة القرآن .. شنو أصل الخلاف مثلاً ، وليش انتم تنطون لأنفسكم صفة التمدن ؟؟؟
اجاب تحسين ابو الجرايد حول النقطة الأخيرة من سؤال حجي محمود المتعلقة بالمدنية والتمدّن قائلاً :المدنية اصطلاحاً تعني التطور التقني والفني وكل شيء له علاقة برفاهية الإنسان .
حجي محمود :جيد جداً ، وهذا أمر لاخلاف عليه اذا كان الهدف له علاقة برفاهية الإنسان .
رجع مرة ثانية حجي محمود سأل تحسين ابو الجرايد :اگلك عيني تحسين ، انت شتشوف اليوم بمطالب الإعتصامات ، شنو يعني جاي يطالبون بتشكيل حكومة اسلامية لو حكومة مدنية ؟
سكت تحسين قليلاً وقال : لا بالنسبة لمطالب المعتصمين تنسجم مع المدنيين .
حجي محمود لتحسين ابو الجرايد :( هم گال مدنيين )، عمي تره التيار الصدري مطالبه كلها مدنية .. الله وكيلك مابيها ( لا مرقّط ، ولا خاكي ، ولا زيتوني ، ولا حتى صحراوي ) واكمل حجي محمود الحديث مع تحسين ابو الجرايد بأن مايجري اليوم في الشارع هو ليس صراع الاسلاميين مع المدنيين ولا صراع ( شيعي شيعي ) كما تصوره بعض الأحزاب الشيعية، ولا صراع بين مذاهب المسلمين ، ولا صراع بين العرب والكورد ، انما هو صراع بين الشعب العراقي، وقادة الفساد السياسي اللي اوصلوا العراق واوصلونا الى مالا يُحمد عقباه !.عندك شك بهذا الكلام ياتحسين ؟تحسين لا .ثم ختم حجي محمود كلامه بالقول :التيار الصدري لايسعى لقيادة العراق ، ولا يطمح لزعامة الحكومة .. وهو اول الداعين الى تشكيل حكومة وطنية( لا شرقية ولا غربية ولا اسلامية )، حكومة خدمية تعيد للعراق هيبته وللمواطن كرامته .. حكومة لاترتبط بالأجندة الخارجية ولا تخضع لأي دولة جارة( الا بالتي هي احسن)، سواء كانت هذه الدولة سنية أو شعية أو مدنية .. عمي تحسين خلي احچيلكياها مثل ماهي موجودة بداخلي ، اذا كانت المدنية بنظركم (قاط ورباط ) تره الله وكيلك القاط صار بعشرة الاف دينار عراقي والبسطيات تارسات ( باب الشرجي ).
نسخة من الحوار الى / مقهى الشابندر .
مقالات اخرى للكاتب