بعد اخفاق الحكومة في حل مشاكل البلاد والعباد وعدم استطاعتها إيجاد حلول ناجعة تخلص العراق مما هو فيه من وضع مزر لايمكن السكوت عنه أو غض النظر عن كل العجز الحاصل في عدم القدرة في انقاذ ماتبقى يتم الطعن بالظهر .
هذه التخبطات في عمل سير الحكومة العراقية يضعنا أمام خيارين لاثالث لهما .
أولا ان الحكومة فاقدة للشرعية لأنها مصابة بشلل تام . وثانيا انها تعمل وفق أجندات أوصلت البلد الى طريق مسدود .
والا ماذا يعني تدهور العراق الامني والسياسي والاقتصادي من سيء الى أسوأ ؟!!
وماذا يعني للجميع ان يقدم سيد مقتدى اسماء حكومة التكنوقراط الجدد الى حيدر العبادي ؟ هل توجد عندنا حكومتان أم حكومة واحدة أم حكومة داخل حكومة ؟!
وقد اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن قائمة باسماء مستقلين بهدف تشكيل لجنة لاختيار كابينة وزارية من التكنوقراط . فيما اشار الى المضي بالتكنوقراط المستقل على الرغم من ان جميع الكتل السياسية لا ترغبه !
وقال الصدر في بيان ( بعد أن وصلت العملية السياسية برمتها دون استثناء جهة أو حزب معين إلى الهاوية وبعد تصاعد صوت المرجعية والشعب ومناداتهم بالإصلاح الحقيقي الجذري لا الصوري الترقيعي وبعد أن أعلنا عن مشروع الإصلاح الوطني الشامل ودرءا للمفاسد في مفاصل الدولة واستبعادا للمحاصصات الحزبية واقتسام خيرات العراق ونهبها تقرر تشكيل لجنة برئاسة الأخ حيدر العبادي ) .
وأضاف الصدر ( أن اللجنة تتصف بحياديتها الكاملة دون الميول إلى جهة معينة تعمل عملا مستقلا دون التدخل بعملها على الإطلاق والتي اشترطنا فيها أن لا تكون متعاطفة معنا وليست مقربة منا ولا أي جهة سوى العراق . يقع على عاتقها ترشيح كابينة وزارية وطنية مستقلة من التكنوقراط بمعدل ثلاثة إلى خمسة أشخاص لكل وزارة ) .
السؤال من خول سيد مقتدى للقيام بالاصلاحات ؟ وهل هو مخول من قبل الشعب العراقي كله أم من التيار الصدري فقط ؟!
لماذا نصب سيد مقتدى نفسه زعيما للشيعة وقائدا جماهيريا لهم ؟ وأين كان كل هذه المدة التي تعرض فيها الشيعة والسنة الى ابادة جماعية ؟
نعم اتفق مع سيد مقتدى فيما لو كان الذي ينادي بالاصلاح لايوجد عنده وزراء فاسدين أو محافظين فاسدين او مدراء عامين فاسدين أما غير ذلك لايصح .
ثم إذا كان يريد الاصلاح لماذا لم ينادي بتغيير الدستور ويطالب بتحويل الحكم الى رئاسي والغاء البرلمان ومجالس المحافظات كما وقع هو بنفسه عندما سأله أحد مريديه عن نظام الحكم في العراق فأجابه مقتدى ان يجب ان يكون نظام الحكم رئاسي وختم بتوقيعه والفتوى موجودة لمن يبحث عنها في مواقع التيار ؟!
لقد ذكرت لكم هذه الفوضى التي تعم البلاد كجزء من سياسة الانفلات التي  يعيشها العراق .
والانكى من ذلك أعلن مجلس القضاء الأعلى الأربعاء عن إطلاق سراح النائب السابق المحكوم بالإعدام محمد الدايني بعفو خاص . وفيما أشارت إلى أن ذلك تم بمقترح من رئاسة الوزراء وصدور مرسوم جمهوري . وأكد عدم علاقته بهذا الإجراء وأن اطلاق سراح المدان محمد الدايني حصل بعفو خاص !!!
واضاف بيرقدار ان ( ذلك تم بناء على مقترح من رئاسة الوزراء وصدور مرسوم جمهوري ) مشيرا الى انه  ( لا علاقة للقضاء بهذا الاجراء ) !!!
فيما رد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي على تصريح بيرقدار معتبرا أن تصريحه ( غير دقيق ومؤسف ) فيما أكد أنه  ( لا يجوز تسييس القضاء بهذه الصورة ) !!!
بينما كشفت رئاسة الجمهورية الأربعاء عن ملابسات صدور مرسوم جمهوري بإطلاق سراح النائب السابق المحكوم بالإعدام محمد الدايني . فيما أكدت أن الرئيس فؤاد معصوم لم ولن يصدر عفو خاص بقضايا الارهاب التي مايزال الدايني متهم بها !!!
http://www9.0zz0.com/2016/03/23/18/773721898.png المرسوم الجمهوري بالعفو الخاص للمجرم الدايني
وقال مستشار رئيس الجمهورية خالد شواني : إن إطلاق سراح الدايني بعفو خاص تم على قضية التشهير التي رفعها حسين الشهرستاني بحق الدايني والتي حكمه القضاء عليها بالسجن لمدة سنة قضى منها عشرة اشهر ) .
وأضاف أنه ( تم العفو بتوصية من رئاسة الوزراء للمدة المتبقية ) مؤكدا أن ( رئيس الجمهورية لم ولن يصدر عفو خاص بقضايا الارهاب التي مايزال الدايني متهم بها ) وبالنسبة لي اقول ( كملت السبحة وجانت عايزه التمت ) !!!
تابعوا معي الفوضى التي نحن فيها وكيف ان رئاسة الجمهورية ترمي باللوم على رئاسة الوزراء ورئاسة الوزراء ترمي باللوم على القضاء وان القضاء يرمي بالمسؤولية على رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والشعب خارج قوس !!!
والسؤال كيف تم الحكم على الدايني بالاعدام غيابيا ؟ ووفق أي قانون تمت تبرئته ؟
وماهي الصفقة التي تم على أساسها تبرئة الدايني ؟ وماهي المعايير التي استند اليها القضاء العراقي ؟!
واذا تمت تبرئة الدايني المتهم بالارهاب وعدة جرائم هل هذا يعني سوف تفتح ملفات اخرى قادمة مثل ملف الهارب طارق الهاشمي ورافع العيساوي وغيرهم ؟!
هكذا وبهذه الطريقة يسير العراق الى منعطف حاد قد يحرق الاخضر واليابس .
وان الشهداء الذين تم قتلهم على ايدي هؤلاء سفاكين الدماء لايمكن ان تذهب سدى .
ونحن أمام صورة ضبابية لقادمات الايام وخوفنا من حرب أهلية لاسامح الله لاتبقي ولاتذر وشرارتها خيم الاعتصامات التي طوقت المنطقة الخضراء .