بغداد – أطلقت القائمة العراقية "رصاصة الرحمة" بأتجاه المؤتمر الوطني الذي كان يحتضر منذ أخفاقه المتواصل في التوصل لتوافق على أجندته التي سيتضمنها في حال عقده، وقررت العراقية الإنسحاب نهائيا من اللجنة التحضيرية.
وقال رئيس كتلة القائمة العراقية اليوم الثلاثاء سليمان الجميلي ان كتلته لن تتعاطى مع الدعوة الموجهة اليها من قبل نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي اليوم الثلاثاء حول اجتماع اللجنة التحضيرية الممهدة للاجتماع الوطني، مبينا أن العراقية قررت عدم حضور ممثليها إلى الإجتماع المقرر عقده اليوم في منزل الخزاعي، لان "القائمة تعتقد بأنه كان من المفروض ان يسبق الاجتماع تطبيق عدد من القرارات التي وردت في بنود اتفاقية اربيل لاسيما التي هي محل خلاف بين الكتل السياسية".
وأنتقد رئيس القائمة العراقية أياد علاوي المؤتمر الوطني مؤكدا أنه أصبح "اضحوكة" ولن يكون هناك اجتماع وطني.
وقال علاوي ان "كان فعلاً عند المالكي حسن نية فانه كان نفذ القرارات التي تضمنتها اتفاقية اربيل". وقال "انه يجب ان يكون هناك تشاور حقيقي بين القوى السياسية للتعرف على طريقة للوصول الى الوضع المستقر الذي امنا به وتحركنا من اجله وقاتلنا وتعرضنا لاذى كبير عندما كنا في المعارضة".
وكان خضير الخزاعي دعا اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني الى عقد اجتماع مساء اليوم الثلاثاء في منزله بالعاصمة بغداد.
من جانبه كشف النائب عن القائمة العراقية طلال الزوبعي وجود ضغوطات داخلية وخارجية تمارس ضد أعضاء ونواب القائمة العراقية من أجل دفعهم الى الانسحاب من القائمة.
وقال الزوبعي "للأسف الكثير من نواب القائمة العراقية يذهبون الى مصالح خاصة ومصالح بعيدة عن المشروع الوطني بسبب الضغوط التي تمارس عليهم من قبل بعض الجهات (لم يسمها)".
ووصف مستشار القائمة العراقية هاني عاشور عدم تنفيذ اتفاقية اربيل بانه "افقد الامل" بأي لقاء او اتفاق لحل الازمة السياسية الراهنة.
وقال عاشور في بيان رسمي صدر اليوم الثلاثاء انه "لا يوجد ضامن لتنفيذ نتائج أي اجتماع وطني يجمع القوى السياسية العراقية لحل الإشكالات القائمة، وان عدم تنفيذ اتفاقية اربيل افقد الامل بأي لقاء او اتفاق يمكن ان يعقد بين الكتل السياسية وان الحل الوحيد لضمان نجاح أي اجتماع وطني بين الكتل السياسية هو صدق النوايا وان هذا الصدق يبدأ من التمسك بتنفيذ اتفاقية اربيل والانتقال لحل الاشكالات الاخرى، وإلا فان أي اجتماع بين الكتل لا يكون سوى استعراض سياسي ومناورة على اتفاق اربيل ولا ضمان لنجاح تنفيذه".
وأضاف ان "الاجتماع الوطني الذي يعتقد الجميع انه حل لازمة سياسية ربما سيتحول الى ازمة اكبر والعراق يشهد اوضاعا صعبة في محيط اقليمي معقد وعدم قناعة بين الفرقاء السياسيين بان الشراكة هي مصير مشترك يفرضه الوطن وليس الأشخاص وانه السبيل الوحيد للخروج الى مسافة الامن والاستقرار الاوسع".
وأشار عاشور الى "انه من المؤسف اننا لم نسمع حتى الان من فرقاء العملية السياسية ما يؤكد اصرارهم على الالتزام بتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه، ولكن نسمع عن ضرورة عقد المؤتمر الوطني ما يعني ان هاجس المناورة يتقدم على روح الشراكة"، مؤكداً ان "القائمة العراقية اذ تطالب بتنفيذ اتفاقات اربيل فإنها تؤكد التزامها بالاتفاقات وتنفيذها ولكنها لم تجد مقابل تمسكها ما يؤكد تمسك الاخرين ولا اعلانهم حتى عن التزامهم بما ستؤول اليه نتائج الاجتماع الوطني او الاتفاقات السابقة".
