شمس الربيع الدافئة مشرقة في كل مكان من بلادي وهذا الجو الرائع الذي ينفرد فيه العراق يجذب السياح من إنحاء العالم كافة لولا الإرهاب وأعماله الإجرامية , قد لا نعطيه كل الأهمية الواجبة , ولو كانت أشعة الشمس هذه تباع في بلاد أخرى مثل الدول الأوربية لوقف الناس إمامها في طوابير طويلة , وباعوها معلبة لشعوب الأرض بالدولار. لكن الشمس – هبة الله للعالمين – عندنا تباع بالمجان , ومع ذلك لا نرى الشمس ولا نستمتع بها ألا لفترات قصيرة جداً بسبب انشغالنا بالعمل اليومي والأحداث السياسية التي تعصف بنا من حكومة اتحادية إلى برلمان منقسم على نفسه .. أقول هذا وقد لاحظت إن الحدائق والطرقات قد يختفي منها الأطفال والأمهات أحياناً بسبب الأوضاع المتوترة في الشارع العراقي وانشغال الأغلبية بالاعتصام والتظاهرات. وإذا أردنا اخذ إجازة لغرض الاستمتاع بالطبيعة والمرافق السياحية.. نرى انه لا جدوى من مثل تلك الإجازات اللهم إلا زيادة الأعباء والنفقات , و إذا أردنا قضاء إجازة حقيقة فينبغي أن لا نأخذ متاعبنا معنا إلى مكان الاصطياف , يجب قبل الإجازة إن نصمم على قضاء وقت ممتع بأي ثمن كان , لنتمكن من تحقيق هذا لا بد إن نترك وراءنا متاعبنا ومخاوفنا وأسباب قلقنا , وإلا كانت الإجازة مضيعة للوقت والمال . إذا كنا في حالة ذهنية ملائمة للتغيير لا باس من التمتع بالأجازة , آلا فمن الأفضل توفير الوقت والجهد والمال كون الإجازة ليست مجرد فرصة للهرب من أنفسنا ومن مجتمعنا المثقل بالهموم , أنها تعطينا فرصة للراحة الحقيقية والتخفف من الأعباء والتغيير والاسترخاء وإعطاء أجسادنا المرهقة فرصة للتجديد. ما زلنا ننتظر كل شيء من الحكومة وبدل إن نبادر إلى عمل تطوعي لسد النقص في الخدمات مثلاً , ترانا نكتفي بالسب والشتم وتخريب المؤسسات ذات النفع العام بوسيلة وبأخرى. نحن اليوم بحاجة إلى تأكيد وطنيتنا و إنسانيتنا وتحقيق ذاتنا , لكي نحصل على وطن للجميع , إن الخطأ ليس في فقدان الكراسي كما يفهم رواد السلطة , إذ ليس من الواجب إن نربح الانتخابات كل دورة انتخابية بل الخطأ عندما تسُرق ملايين الدولارات من خزينة الدولة , ولا بد من تجنب الخسارة , كما قال الزعيم الهندي الراحل – مهاتما غاندي 1948 – 1869 – الحقيقة هي الحقيقة ولو كان الجميع ضد واحد .
مقالات اخرى للكاتب