فكرت ان اكتب لك فرحتي يوم خرجت امك الطاهرة فاطمة بنت اسد من فم الكعبة وهي تحملك بين يديها هذي الليلة،لثلاثٍ كانت العيون تبحث عمن أخفتها الكعبة في جوفها،لكنها خرجت بالكعبة بعد ثلاثة ايام في حضنها!،الكعبة التي وُلدت بك انتظرتك كثيرا لتعلن شهادة ميلادها على صوت تسبيحك الغض،الذين طافوا حول الكعبة عسى ان يجدوا نافذة للدخول إليها،خرجت اليهم أنت ببابك الكبير ليطوفوا عليه،الاحجار التي تقدست باصابعك الغضة ستكون شاهدة قبرك المتصل بين بيت الله ومحراب الكوفة،الا ترى انك خط مستقيم بين بيوت الله ايها الولي الصالح؟.
عليّك الذي كان ينظر الى أمك وهي تلج الكعبة،نفسه الذي سيحمل جسدك النبي الى الذكوات البيض ليجد لك قبرا مذخورا بين نبيين،لكنني اتيقن ان مابين هذين المحرابين يستطيل قلبك الذي جمع العوالم،وعجزت العوالم أن تجمعه،كنت محمداً الغريب ص واله في قومه،غريب بيتك وقومك الذين باعوك في سوق الجمعة للنسيان،انشغل الجميع عنك وفرحت انني انشغلت بك حين وجدت وجهي امامك يوم الجمعة.
ايها المسيح الذي صلبه قومه لالف سنة اوتزيد، تمتمات شفتيك التي كانت تقول ان رسالة الانبياء هي الانسان،خالفك فيها قادة جند الآخرين وكفروا بما قلت فكانت حداثتهم بقطع الأعناق... والارزاق ،اصابعك التي كانت تنبعُ الماءَ من الصخر علّمت الظامئين كيف يقتلوا ابناءك من العطش،العدالة التي كانت تفيض من ثيابك مزقتها ايدي الفتنة فأخرجت يدك بيضاء من غير سوء،ايها التاريخ الذي ارادوا ان يطفئوا عينيه ويأبى الله الا أن يكون،اسلام من دون وجودك جاهلية ثانية،وجيش لاتقوده تنظيم قاعدة ارهابي،نحن ابناء لياليك التي تململت فيها من قلة الزاد وبعد السفر،عين الله ترعاك لانك فيها،فكيف لنا نحن الذي حجبنا الحقيقة عن عينيك المبصرتين؟
ابانا الذي في النجف:انت تعلم اكثر مني ياأبت اننا ابتلينا بكم،من يترككم يهرول الى جهنم ربكم كما تهرول الهيم العطاش،ومن يسعى اليكم بجسده وروحه تسود "عيناه من الحزن فهو كظيم"، لكن خرابكم جميل ونبيل ياابن ابي طالب...أي خراب هذا الذي يوصلنا الى الجنة ويوصل شانئيك الى النار؟
ايها المولود على الفطرة: هبنا قطرة من دموع عينيك نغسل بها اثامنا،نحن عيال الله وانت مسيحنا الذي يبريء المذنب من ثياب سيئته،ايها الناطق في ليل الخرسان،ليلك الكوفي يتذكر حتى الان لمسات نعلك التي خرجت بها من اهلك في الحجاز ولم تعدهما اليهما،لاحاجة لهيئات نزاهة الدنيا القاصرة امام نزاهة نعليك ياسيدي الأمين،قطيفتك التي رقعتها واستحييت من راقعها كفّنت بها عدالتك التي دفنوها قرب وجهك المصفر من اثر السيوف والوجوه والاحقاد،اي نبي نلعنه ثم نقتله ونقتل احبابه ثم ننبش قبورهم بعد 1500 عام من الغربة،ياصاحب يتم الأمة: نحن يتاماك الذين جئنا الى باب كعبتك نتلمسها فيقول لنا الشرطي:طوف ياحاج لاتشرك...وأقول له: ياابن الـ....ـتفتنة: اي شرك أن اضع يدي على الباب الذي دخلت فيه فاطمة وخرج منه علي!.
ايها الغافي في وادي السلام،تمد الى جوارك النائمين كفا من شفاعة وطاسة من غفران،ياامير القبور وياصاحب الصيحة الكبرى،ايها الانسان الخارج من روح محمد ص واله والداخل الى كعبة الاسلام والخارج منها بروح وريحان وجنة نعيم،ياصاحب الايام الطويلة والساجد على سعد الحسكان،ياحامل نعش الخيرات،ياصوت المحرومين وصاحب سر الله،ايها الباكي بلاذنب سوى انك تعرف الله،ايها العارف الذي حمل الرسالة بالولاية،ياصاحب السجدة الطويلة،لماذا حين تمر على البيبان تنتحب الطرقات؟ ولماذا حين تؤذّن تطير القبّرات على جسر الأئمة لتخرج اجساد بنيك المقتولين والمسمومين،ياابن رجب الأصب وياابن مكة الأحب،ياابن من كفّروا اباه وقتلوه بين المحاربين وولده وسبوا عياله،ايها الخبز الذي اشبع اليتامى واجاع اللئام وساوى بين الناس بالعطاء،اشفق على يديك وهما تحملان راس الحسين لتقف امام فاطمتك الزهراء،قبور بنيك هناك،وانت تخرج من باب الكعبة كل يوم لتولد من جديد لتغري القاتلين ان يحجزوا المواعيد لقتلك في محراب سجودك.
مقالات اخرى للكاتب