حين فتاة ما –مثلاً- تشتغل في معمل أو دائرة تضمّ عشرة آلاف عاملة أو موظفة؛ وتنتشر سمعتها بين كل الأقسام والإدارات وحتى عند الزائرين بأن هذه الفتاة (شريفة!) وإنها ملتزمة أخلاقيا واجتماعيا؛ فماذا يعني هذا؟؟ لا أظن الجواب يحتاج إلى عبقرية مشترك في برنامج (من يربح المليون) فهو يقول لك ببساطة: إن جميع العاملات أو الموظفات الأخريات (هشك بشك) بحيث صارت سيرة هذه الفتاة (الشريفة) على كل لسان لأن الشرف أصبح (استثناءً) ومن يدري فربما سيصبح مستقبلاً من الأمور التي يجب على الإنسان أن يخجل منها!! • المثال السابق ينطبق تماما على المحافظين ورؤساء المجالس في عراقنا الجديد؛ بحيث أصبح (محافظ ميسان) نموذجا تتحدث بسيرته العربان والركبان وتصل أخباره إلى الأمم المتحدة؛ فقط لأنه (يشتغل)! ..إذن؛ والمحافظون الآخرون؟ هشك بشك!! أظن إن على (علي دواي) أن يقدم اعتذارا رسميا لمجلس المحافظين باعتباره (رجل شريف) وانه يعطي مثلا سيئاً للمواطنين عن عمل المحافظ الذي يجب أن يكون مترفعا و(لغافا) وبينه وبين جماهير محافظته ألف باب وباب!! • تصوّروا إلى أي حضيض وصلنا حين يكون العمل والشرف استثناءً!! إلى أي قاع حين تتقاتل الكتل الفائزة؛ نتيجة غباء الناخبين؛ على (الكراسي) وليس على(البرامج الخدمية)!! إلى أي درك من عدم الخجل حين يظهر المتحدثون باسم هذه الكتلة أو تلك وهم يتهمون (متحالفيهم) بأنهم قد طعنوهم في الظهر ولم يعطوهم منصب المحافظ؛من دون أن يتذكروا-ونحن على أبواب رمضان- المثل العراقي الذي يقول (اشخلف شعبان بكلب رمضان)!! ما الذي تركه (محافظوكم) على حياتنا طوال السنوات الأربع؛ وتريدون منا أن نقاتل الآن دفاعاً عن حقكم الانتخابي أيها السادة؟ قدّموا لجماهيركم ماذا حققتم.. وكم أنجزتم.. وأية مشاريع خدمية أو إنتاجية يمكنكم أن تقولوا لهم (اذهبوا وتحققوا منها فهي هناك). أما أن تقودوا المغيبين عن الوعي للتظاهر باسم الطائفة أو العشيرة أو الإغراء المادي دفاعاً عما تخططون لسرقته (حتى ولو كان الوقت أما تكفي أربع سنوات ماضية من أعمارنا!!) فهذا منتهى عدم الذمة وغاية انعدام الضمير. أرجوكم أيها السادة المسؤولون الذين تتقافز عبر الفضائيات أخبار سرقاتكم ومخصصاتكم الأسطورية؛ أرجوكم تابعوا معي قراءة هذا الخبر؛ وليخجل منكم من لديه شجاعة الخجل. • يقول الخبر إن (عشق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للبوظة، تسبب له بفضيحة باتت تلاحقه في المواقع الإسرائيلية وشبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن تبين قيامه بتخصيص ميزانية 10 آلاف شيقل (نحو 2700 دولار أمريكي) في السنة من أجل شراء البوظة المحببة إليه. الإسرائيليون اعتبروا هذا الأمر تجاوزاً كبيراً، خاصة أن مخصصات البوظة لم تخضع لأي مناقصة وتم اقتطاعها من ميزانية الدولة، واستنكروا قيام رئيس الحكومة وزوجته بتناول البوظة على حساب المواطنين، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى التراجع عن المخصصات وإلغائها، بعد أن فضحت إحدى صحف تل أبيب القضية. وبحسب الصحيفة أنه تم شراء بوظة بآلاف الشواقل خلال السنة الأخيرة، وفي شهر أيار وحده تكبدت الميزانية 3 آلاف شيقل (يمكن بحدود 600 أو 700 دولار) ثمناً للبوظة التي تم شراؤها من المحل القريب من إقامة نتنياهو وزوجته،وفي أعقاب التقرير الذي نشرته وسائل الإعلام، سارع مكتب نتنياهو لتبرير الأمر بأنه «تم شراء البوظة لأعمال الضيافة، وليس بالضرورة أن يتم استغلال كامل المبلغ المخصص لها)!! • على الأقل كونوا بأخلاق نتياهو؛ لن نطالبكم بأكثر!! -
مقالات اخرى للكاتب