قبل ان ابدأ بالحلقة الثالثة اود الإجابة على أسئلة الأعزاء حول مشاركة السنة في مؤتمر لندن وأسمائهم.. آذكر بعض الأخوة من العرب السنة - صلاح الشيخلي- حسن النقيب- فلاح النقيب - سعد البزاز- أيهم السامرائي- وفيق السامرائي- مشعان الحبوري- سعدون الدليمي وشخصيتين من الحزب الإسلامي لا أتذكرهما ونجيب الصالحي وأسماء أخرى.
تشكلت حكومة الجعفري المؤقتة بعد انتهاء حكومة اياد علاوي الانتقالية وتم اختياري وزيرا للداخلية حيث كانت تنتظرني مهمة صعبة على مستوى توفير الامن المفقود بعد اوسع انتشار نفذته المجموعات المسلحة وعلى راسها تنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق اوسع واكبر بكثير من انتشارها في افغانستان وكنت اراقب بعد ادائي للقسم واضع تصورات ورؤية للمرحلة المقبلة من مشروع التصدي لتلك المجموعات الارهابية التي كانت تمتلك افضل انواع الاسلحة والدعم المالي الذي كان يتدفق عليها من دول الجوار خصوصا دول الخليج اضافة الى سياسة فتح الحدود امامها من قبل سوريا والسعودية.
استقبلت عشية القسم بحفاوة ارهابية بالغة تجاوزت في اليوم الاول 13 سيارة مفخخة ومجموعة كبيرة من العبوات الناسفة والهاونات وسلسلة من الاغتيالات بما لم يستقبل به وزير للداخلية في العالم وبعد ان اطلعت على التقرير الامني اليومي التفت الى الضباط الذين كانوا من حولي وانا اعيد اليهم التقرير قلت لهم ..هذه رسل القوم الينا!!.
كنت ادرك ان التحدي كبير والمهمة اشبه بالمستحيلة والتقرير الامني الامريكي الذي يقدم عادة لوزير الداخلية يشير الى وجود 275 عملية ارهابية تتم خلال ال24 ساعة في كافة انحاء العراق وهنالك اكثر من تنظيم واكثر من دولة واكثر من جهاز عربي ودولي ضالع ومتورط في دعم الارهاب حيث تحول العراق في غضون اشهر على وجود القوات الامريكية الى اكبر مشجب اسلحة في العالم وساحة معركة واسعة فضلا عن وجود معسكرات تحتوي على مخازن كبيرة هي بقايا اسلحة النظام التي كان يحتفظ بها في مخازنه ومعسكراته لمواجهة الشعب العراقي والتحرش بالامن القومي العربي!.
السؤال الاول الذي طرحته على كبار ضباط الداخلية عن السلاح المتوافر في مخازن الداخلية وايدي المنتسبين في موازاة هذا الكم الهائل والنوعي من الاسلحة في ايدي الارهابيين فقيل لي اننا لانمتلك سوى الرشاشة الصينية والروسية وباعداد ضئيلة لانستطيع بها مواجهة هذا الكم الهائل من العمليات المسلحة والاغرب من ذلك ان القيادة العسكرية الامريكية تمنع تسليح الشرطة والجيش بالرشاسات المتوسطة والاسلحة النوعية وتركوا في اطار تلك السياسة معسكرات النظام المليئة بالاسلحة ومخازنه نهبا لتجار الاسلحة وقادة المجموعات الارهابية وخط لاحدود له من العصاة والمتمردين.
سالت عن اعداد المنتسبين للشرطة والجيش قيل لي انهم لايتعدون ال180 الفا 120 للداخلية و60 للدفاع في كافة انحاء العراق!.
كان المشهد غريبا ومخيفا ومتناقضا فبدات اعيد النظر واضع تصورات اولية وخطط استبقاية للمواجهة مع دعاة الفتنة الكبرى وحين فرغت من وضع بعض التصورات واثناء وقوفي بين يدي الله تعالى في جوف الليل رفعت يدي اليه ودموعي تنهمر دون وعي وتمتمت..ربي اني مغلوب فانتصر!.
كانت اولى التصورات الميدانية كتابة مخطط عمليات البرق معتمدا في ذلك على خبرة حركية في مواجهة مثل تلك الظروف ايام المعارضة العراقية وكان لنا مااردنا عبر استهداف المناطق التي تقع بيد الارهابيين كالعامرية وحي الجهاد والدورة وجزء من البياع والسيدية وشارع حيفا وشارع المطار (طريق الموت) فظهر في افق الصولة الاولى بعض الانجاز فتنفست العاصمة الصعداء وتمت السيطرة على العدد اليومي للمفخخات والعبوات الناسفة وانخفض العدد الى تحقيق الفارق النوعي!.
بعد ان احرزنا تحقيق اهداف ونجاحات ملموسة على الارض بدا الارهاب باستهداف الابرياء والتفنن في تنفيذ عملياته الارهابية المجرمة عبر استهداف المناطق الرخوة مثل المشافي والاسواق والمساجد وكنت اعد صولة اخرى تنسجم مع واقع الارهاب الذي يستهدف تلك المناطق واذا برسول يتحدث مع ضابط كبير في الشرطة الوطنية يعرض عليه فكرة تقسيم بغداد الى شرقية وغربية( الغربية للشيعة والشرقية للسنة) فرفضت العرض رفضا قاطعا وقلت انا وزير داخلية العراق وبعون الله سنفرض الامن على راقالعاصمة مثلما فرضناه بالقوة في البرق ولن انسى دور اخي الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع انذاك حيث شكلنا ثنائية وحدة العراق.