في نهاية الثمانينيات قاد العميد عمر البشير ذو التوجهات الإسلامويه مدعوماً من حركة الإخوان المسلمون في السودان بقيادة حسن الترابي إنقلاباً عسكرياً على حكومة الصادق المهدي المنتخبه بحجة القضاء على الحركه الإنفصاليه في جنوب السودان بقيادة العقيد جون قرنق. و بعد سلسله من القرارات السخيفه الخرقاء و أهمها قرار فرض تطبيق قوانين الشريعه الإسلاميه على مواطني الجنوب و هم في غالبيتهم العظمى مسيحيون و وثنيون و خلافات وصل مستوى الإشتباك فيها ب " القنادر العتيكه " على مغانم السلطه و بهرجتها بين البشير و الترابي حيث قام الأول بعزل الثاني و سجنه مرات عديده و لفترات طويله. اليوم يعرف الجميع نتيجة ذلك التحالف العقيم بين الإسلامويين العسكر و الأخوان المسلمون و هي إنفصال جنوب السودان و نيل شعبه المظلوم و المضطهد حريته و إستقلاله الذي كافح لأجلهما طويلاً و قدم الكثير من الشهداء و التضحيات في سبيل تحقيقهما فهنيئاً له ما تحقق.
السؤال الأفتراضي الذي يجب أن يسأله الجميع هو " لو كان نظام الحكم في السودان مدنياً كي لا أقول علمانياً يحقق المساواة لجميع مواطنيه على أسس قيم المواطنه و إحترام حقوق الأنسان فقط هل كان الجنوبيون فكروا بالإنفصال أصلاً ؟ ". إذا كان من حسنه لذلك الإنقلاب الغبي فهي حصول الجنوبيون على حريتهم و إستقلالهم و تخلصهم من ظلم و إضطهاد و تعالي و غطرسة الشماليون العنصريون لأن سحنتهم و لون بشرتهم أفتح قليلاً من الجنوبيين ليس إلا!!!!!
من فَضل إلله عز وجل و رحمته على السودانيين أن جعل البشير عقيماً وبذا أنقذهم من " تطيير الفياله " و تصديع رؤسهم في الحديث التلفزيوني عن بطولات و صولات نجله في " المنطقه الكُلكُليه " !!!!!!.
أما التجربه المخزيه الثانيه للأحزاب الإسلامويه فهي تجربة حكم الأخوان المسلمون في مصر و الذين أصابهم جنون السلطه و التسلط و حاولوا الإنفراد و التفرد بالسلطه بعد ثورة 25 يناير التي كانوا آخر من إلتحق بها و أول من غادر ميادينها بعد تآمرهم مع العسكر على الثوره و الثوار لإفراغ الثوره من بُعْدَها الإجتماعي بما يتفق مع فكرهم الأقتصادي الإسلاموي اليميني المتوحش على حساب مصالح و معيشة الطبقات الفقيره و المعدمه من أكثر من نصف الشعب المصري. لقد حقق الأخوان المسلمون في سنه من حكمهم ما عجزت عنه جميع عهود الحكم المصريه الملكيه و الجمهوريه حيث و بسبب فسادهم و عجرفتهم و تعاليهم على رفاق الأمس من باقي الثوار فقدوا تعاطف الغالبيه العظمى من الشعب المصري و بعد أن كانت مشكلتهم مع الأنظمه أصبحت مشكلتهم مع رفض الغالبيه العظمى من المصريين لهم و لفكرهم العفن المتخلف و المعادي للطبقات المحرومه و المعدمه من المصريين وهم غالبية الشعب المصري و تطلعاتها لحياة آدميه كريمه و عملوا على تأجيج الصراع الطائفي بين جناحي الأمه المصريه المسلمون و المسيحيون الأقباط و في عام حكمهم و بسبب التأجيج الطائفي و المذهبي حصلت لأول مره في مصر واحده من أبشع الجرائم الطائفيه و المذهبيه حيث تم قتل مجموعه من الشيعه المصريين و سحل جثثهم في الشوارع.
لقد إستطاع المصريون أن يسقطوا حكم الإخوان المسلمون في ثوره من أعظم الثورات في تاريخ البشريه في 30 يونيو 2013 حين نزل ملايين المصريون للشوارع و المياديين و لم يغادوروها حتى تم إسقاط حكم الإخوان في الثالث من يوليو وها هي قيادتهم تقبع في السجون في إنتظار القصاص العادل جزاء ما إرتكبوه من فساد مالي و إداري و جرائم بحق الشعب المصري و أدعو الله العلي القدير أن يَمُنَ علينا نحن العراقيون الغبران المساكين الثولان بما مَنَ به على المصريين و أن نرى عصابة الحراميه السرسريه من سراق أموال أيتام العراق و أرامله و فقراءه خلف القضبان لينالوا جزاء ما إقترفت أيديهم من آثام و جرائم بحقنا إنه سميع مجيب.
لو أردنا أن نسرد مساويء و فشل حكم المالكي و حزبه في هذه الثمان العجاف التعيسه الكئيبه لغالبيه العراقيين لأحتجنا لأكثر من 3000 مجلد بعدد ايام حكمه المشؤم و التي كانت عباره عن سلسله من الكوابيس لا نكاد نصحو من أحدها حتى نغرق في عُتمة الذي يليه و كآبته و هكذا مرت علينا أيام حكمه التعيس و التي كان " مِسكْ " ختامها تلك الهزيمه الشنيعه النكراء المدويه في العاشر من حزيران في محافظة نينوى و التي لا تزال تداعياتها مستمره ولا ندري أين ستقف.
وهنا ليس لي شخصياً إلا أن أدعو الله العلي القدير أن ينتقم لي من المالكي الذي جعلني و أنا في أرذل العمر أبدو - مجرد أبدو - و كأني أقف في خندق طغاة مملكة العُهر و القهر في جزيرة العرب آل سعود الأنجاس وهو يوم أتمنى الموت قبله.
من حِكَمِنا المأثوره إن الحكيم من يستفاد من أخطاء الآخرين و الذكي من يستفاد من أخطاءه و الغبي سواهما فهل لنا نحن العراقيون أن نحكم أي من الأصناف الثلاثه عقلنا الجمعي !!!!!!.
و للذين ينتظرون خيراً من حكم الأحزاب الإسلامويه أذكرهم بالحكمه الصينيه التي تقول (( حمارٌ من ينتظر تفاحاً من شجر الصبار )).
و أخيراً أين الكهرباء بعد 8 سنوات و صرف و سرقة و نهب و شفط و لفط أكثر من 37 مليار دولار، أين الكهربااااااااااااااااااااااااء اين الكهربااااااااااااااااااااااااااااااااااء كي لا نقول أين الصناعه و أين الزراعه و أين التعليم و أين الصحه و أين النقل العام و أين السكن و أين صاحبي حسن # فربما هناك من يمتلك الصلف و " الكباحه " ليدافع عن سجل المالكي فيها و الأمر الوحيد الذي لا يسأل عنه العراقيون هو الفساد الفاجر فهم يعيشونه بالثانيه و الدقيقه في كل مناحي حياتهم اليوميه الكئيبه و التعيسه و تفاصيلها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
# عنوان واحده من قصائد شاعرنا الكبير أحمد مطر.
مقالات اخرى للكاتب