مايدور في خيال اليوم وحقيقة الامس في العراق الديمقراطي الجديد بعد الاحتلال الانكلو اميركي (سيئ الصيت).. هو خيال عجيب وحقيقة غريبة، بحيث لم يستطع احد ان يصدق ان ماحدث لايمكن ان يحدث في خيال وعاظ السلاطين والسحرة والمشعوذين، فهذا (المولود الجديد) نسخ دولة عمرها الاف السنين بكل مؤسساتها، وهدم حضارة بكل مقوماتها، وشوه ثقافة بكل عناصرها وتاريخها، ومما يلفت النظر ان هذا (الناسخ والمنسوخ) يتعرض على الحقائق المتعلقة بهوية العراق وتاريخه المجيد وحضارته الشامخة وعاداته وتراثه ووحدته . ان هذا (المولود الجديد) يتعرض الى الشيخوخة والهرم وكل الامراض حتى بات مشلول الاوصال في حضن (البغاء السياسي) وتحولت حقائق وجوده وماهيته الى خيال غريب في هذه الايام، بحيث لايتستطيع الانسان الذي يحب هذا البلد ان يذكر تلك الحقائق لانها تحولت الى خيال نستذكره في كل خلوة ونحن الى ايامه بكل مناسبة، اما لو استعرضنا مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية العامة والخاصة فنجد ان كل مايحدث فيها خيال غريب في الحقيقة، فتفشي الرشوة، واختلاس المال (المال العام)، وسيادة العلاقات العشائرية والقبلية والعائلية لايمكن السيطرة عليها، اما المحسوبية والمنسوبية فحدث عنها دون حرج، اما القوانين فتسن وفق الاغراض والامتيازات الشخصية والشعارات تحمل لاغراض نفعية، ولاننكر ان هناك المسؤولين والسياسيين والوطنيين والمخلصين من ارباب النزاهة والاستقامة الوطنية يسهرون على هذا (المولود) الجديد كما يسميه بعض السياسيين حفظهم الاحتلال وحمتهم قوات متعددة الجنسيات. وقد افرزت هذه الاجواء السياسية المؤلمة قوانين شاذة ونافذة على الفقراء والضعفاء، واصبحت هذه القوانين ادوات بيد رجال السلطة يهلكون بها من عاداهم وينعشون بها من والاهم، فبات الصعلوك الذي لايملك شيئاً من اهل الثراء بعد ان تسنم منصباً وفق اليه اساسها المحسوبية والمنسوبية والحزبية، كما ادى ذلك الى افساد الاخلاق السياسية وظهور حالات الفساد الاخلاقي كالتزلف لذوي المناصب من رجال الدولة والتملق لرجال الاحزاب واظهار الولاء والعبودية لهم من جراء مخالفته مبدأ (وضع الرجل المناسب في المكان المناسب) وظهرت طبقة جديدة من الاغنياء ورجال الاعمال وهذه الطبقة الثرية الجديدة كلها من اصحاب ارباب المناصب والرواتب الذين كان كل منهم لايملك على الاكثر دارا يسكنها او حتى عرصة يحلم او يتوقع بناءها، قد اصبحوا اليوم ارباب الثروة الطائلة لهم القصور والعقارات والبساتين داخل العراق وخارجه وباتوا من المعدودين في الرعيل الاول من اغنياء هذه الطبقة الجديدة، ولو كان هذا حصل لهم نتيجة تقدم البلاد وعمرانها، والمدن في امنها، والشوارع في نظافتها، والاعمال في استمرارها، والعمران في نهضته، والموظف في وظيفته، والامن في زهوه ، والديمقراطية في نزاهتها ، والمدارس في حيويتها ونشاطها ودوامها ، والتعيينات بعدالتها ، والمساواة في تطبيقها.. لقلنا عفواً ياسادتي .. مبروك لكم الاحتلال .. مبارك لكم هذا الثراء غير المشروع. أما وقد حصل لهم بطرق غير مشروعة كالرشوة والاختلاس والاستيلاء على المال العام واغتصاب حقوق الاخرين واستغلال ثروة البلاد والعباد ، وجعل الحق باطلا والباطل حقاً، والبريء متهماً والمتهم بريئاً فلا هنيئا لاي احد منكم او لغيركم سواء من رجال الاحتلال او ممن ساند الاحتلال.