معظم التقارير العالمية تشير الى إن داعش في خواتمها ، والبحث عن البديل ، فتقدم الانتصارات العراقية في اكثر من معركة ، وخاصة معركة الفلوجة ، وفي سوريا حققت القوات المسلحة وحلفاؤها انجازات عسكرية ملموسة ومهمة ، وشكل الموقف السياسي والعسكري للاتحاد الروسي مفصلا مهما في سير الاحداث في سوريا أولاً وفي العراق ثانياً ، وقد كشف الموقف الروسي اممياً وميدانياً ضحالة موقف التحالف الدولي الذي تقوده امريكا في محاربة داعش،
وعلى وفق ذلك باتت تتكشف الكثيرمن المعطيات ، ابرزها من اين كانت داعش تصدر النفط من العراق وسوريا، واي الطرق التي كانت مفتوحة لها ومن هي الجهات المتعاونة معها والى اين يذهب النفط ومن هم شركاء داعش؟ كل هذه الاسئلة باتت مثار جدل ونقاشات في الاوساط المتابعة من امريكا اللاتينية الى الشرق الاوسط واوربيا . يؤكد المتابعون بان انتقال جزء مهم لداعش قيادات ومقاتلين من الرقة السورية الى الموصل بطابور طويل من السيارات رباعية الدفع وناقلات عسكرية تحمل اسلحة ثقيلة ومتوسطة ، لم يكن ذلك خارج علم الامريكان ولا قيادة اربيل ، وان الشيء الذي جعل عمليات الارتداد على داعش هو استعجال داعش في الهجوم على المناطق القريبة من اربيل وكركوك ، مما جعل مسالة الانتباه جدية وعملية الرد سريعة .
الكل بات مطلعا بان داعش ومثيلاتها في سوريا والعراق ، هما صناعات دولية ، بدعم اقليمي ، ومال عربي ، كان الهدف منها أن تعبر سوريا الى العراق ، ومن ثم ايران ، وتستقر في جذوة فعالياتها المتوحشة في دول البلقان ، مستهدفة بالاساس روسيا الاتحادية بعدما عادت هذه الدولة كقطب عالمي متوازن مع القطب الامريكي ، فالامريكان استعملوا سياسة الصدمة والرعب ، في اكثر من مكان من العالم ، خاصة في العراق وافغانستان ، ولكن رغم ذلك الرعب ، لم تنجح امريكا بعد 2001 و 2003 من فرض ارادتها على سوريا ولم تتمكن من تطويق ايران واخضاعها ، كذلك لم تنجح ايضا من جذب الانتباه الشعبي العراقي نحوها ، لكونها دمرت ولم تعمر ، وخلقت نظاما سياسيا كسيحا غير مرغوب شعبيا ، وفاشل في عمليات البناء والتطور .
فثمة ضرورة بعد الخسائر العسكرية والمالية الضخمة في العراق وافغانستان ، أن تبرز قوى من نفس الجنس الاسلامي وتحمل افكاراً لاغية للاخرين وتمارس ابشع وسائل الصدمة والرعب ولها من المنابر في الدول العربية والاسلامية مايجعلها تتحرك وتمول بهامش واسع من الحركة واستخدام موارد المناطق المحتلة . لقد كان للنفط الداعشي من العراق وسوريا اسطول كبير من السيارات الحوضية لاتمتلكة العديد من دول المنطقة ، هذا الاسطول له من الادلاء والمستوردين والبواخر الناقلة عبر البحر المتوسط من موانئ تركيا ، وهناك شخصيات ومافيات عراقية وتركية لها حصص ذات قيمة مالية ضخمة ، وكثير من التقارير الاوروبية ومتابعين من صحافة امريكا اللاتينية تؤكد بأن شخصيات نافذه في كردستان وفي عائلة وحكومة اردوغان تشارك في عمليات سرقة النفط وايصاله عبر البواخر الى اسرائيل وتقوم الدولة العبرية بانتاجة وبيعة الى الدول الاوربية باسعار اقل بكثر من النفوط العالمية .
وتفيد تلك التقارير إن التدخل الروسي في ضرب وتدمير الاسطول الداعشي النفطي في سوريا ، قد اثار حفيظة السلطات التركية وحلفائها وجعلهم يتصرفون بنوع من الهيستيريا السياسية ، وكان اقدام حكومة اردوغان في اسقاط الطائرة الحربية الروسية في الاراضي السورية كمحاولة لوقف التدخل الروسي في مهاجمة الارهاب واساطيل النفط الداعشي ، لكن روسيا تدرك جيدا بان هذا المشروع الارهابي يتخطى حدود الدول ، ويستهدف دول البلقان وروسيا بالصميم .
الروس يدركون جيدا بان داعش هي صناعة مشتركة لعدة دول ، تستهدف الشرق وعودة دوله الى عهد الجاهلية أو ماقبلها ، وان مصادر النفط وطرق مروره ونقله واعادة تكريره في تل ابيب تشترك ايضا فيه شخصيات ومافيات ودول بغية تمكين داعش لمواصلة حرب السيطرة والاندفاع نحو الدول المحيطة بروسيا ثم روسيا ، لذلك دخلت بقوة داخل سوريا وحققت نجاحات مهمة ، لذلك يمكن التأكيد على وفق التقارير العالمية بان ممرات نقل النفط الداعشي لازالت قائمة رغم الضربات الروسية المميتة ، فطريقي العراق وسوريا لهما حراسها من الداعشيين وشركائهم في العراق وسوريا ،فوزير الدفاع الروسي سيرغي غورين يحذر من امكانية اندفاع داعش الى وسط اسيا والقوقاز لضرب روسيا ، فمهمة داعش لم تنتهي بعد ، رغم التقارير التي توحي بخواتمها.
مقالات اخرى للكاتب