انفصلت اكثرية رجال الدين , عن مهمتهم الانسانية والدينية , فيما يتعلق برؤيتهم الدينية , في مسائل العبادة والطاعة والتقوى ومخافة غضب الله من عمل السؤ والمنكر , وعمل المعروف واصلاح المظالم وقول الحق , مهما كانت العواقب الوخيمة , وحث الناس الى المحبة والتعاون والتعايش واحترام الاديان والمذاهب والطوائف , فقد باعوا ايمانهم وتقواهم ودينهم , بالمصالح السياسية , ودخلوا في دهاليزها المتشعبة والمعقدة , من اجل الشهرة والمال , وبدأوا يركبون حصان السياسة , في سبيل الثراء المالي لاغراض ذاتية وشخصية , ودخلوا في رحاب السحت الحرام , وصاروا فرسان الفساد المالي وشروره بالنهب والسلب والاحتيال والابتزاز والرشوة والصفقات المالية المشبوهة والمريبة , حتى اختلطت عليهم المفاهيم , ولم يعد يميزوا بين الحق والباطل , وصار ثمن السكوت عن المظالم والمنكر , مقابل حفنة من المال ظاهرة شائعة وروتينية , وبذلك طفح على سطح الواقع اليومي . اصحاب الجباه المكوية ( بالباذنجان ) وتزاحمت كالقطط الجائعة على اللحمة والشحمة بالمال الحرام , وامتهان مهنة المتاجرة بالدين , بتخاريف منبوذة ومشعوذة . ولم يعد يستحوا من تغطية عورتهم . بذلك صارت الطمغة المكوية , علامة فارقة وشهادة اعتراف لكل سارق وناهب ولص وحرامي . ومدلس يمارس الازدواجية , بين الورع الديني المزيف , وبين المتاجرة بالدين بالنفاق والكذب , حتى صاروا محل تندر واستخفاف واحتقار من غالبية الناس , حتى اضحوا اصل البلاء والمصيبة والمحن , التي تعصف بالعراق وتهدد كيانه ووجوده , طالما ظل التطاحن الطائفي والارهاب الدموي والفساد المالي , يختزن في عقولهم واسلوب تفكيرهم , حتى اصبحوا من الادوات التخريبية , ومشعلي الفتن الطائفية , والتحريض على العنف والبغض والاكراه . كأنهم مرض الطاعون الذي ينخر جسد العراق , فقد انكشفت الاعيبهم ومكرهم وحيلهم السقيمة , ولم تعد الجباه المكوية , علامة التقوى والورع الديني واصلاح المجتمع وعبادة الله بصدق ونزاهة وزهد , بل اضحت صفاتهم اهدار لقدسية المبادئ الاسلامية , وسط زعيقهم ونهيقهم ولغوهم العقيم , بالدجل والمتاجرة والشعوذة والنفاق والخراب , واصحاب العصمة الزائفة والمبتورة بالخبث والتعصب , واصبحوا بتعاملهم السياسي المنافق , من حثالات القمامة والازبال , التي اصابت العراق بروائحهم العفنة والكريهة والنتنة , وصار المطلوب والملح , حشرهم في زاوية ضيقة , وسد الابواب والنوافذ عليهم كجزء هام للخروج من المأزق , الذي سقط فيه العراق في اسفل القاع , وكشف عن سرقاتهم ونهبهم لخيرات البلاد . انهم عبدة المال والرذيلة , ان هذه الفئة التي تسيدت المشهد السياسي , هي غضب الله بتمزيق الوطن وتفريق الشعب , من هذا المنطلق يجب على الفئة الدينية , التي ظلت متمسكة بصدق الايمان برسالة الدين السمحاء , وسمعته وشرفه وقيمته ودوره الفعال في اصلاح المجتمع , والمجاهرة بالعدل والحق والاحسان . ان تنهض وتنفض غبار السكوت والصمت والغفوة , ان تعيد لدين مكانته السامية , في فضح هذه الزمر المنافقة , التي تتاجر باسم الدين . ان هؤلاء النافقين هم سماسرة ودجالين , يجب على الفئة الدينية الصالحة , رفع اصواتهم عاليا بنزع الغطاء الديني عن هؤلاء المتاجرين والمنافقين , قبل ان ياتي الطوفان ويغرق الجميع