عزيزي أبا بكر أنت تريد إقامة دولةٍ بيضاء ترفع عليها رايةً سوداء، أليس كذلك؟
حسناً، ما لك والعراق؟! هذه أرض شاسعة مترامية الأطراف، أهلها متقلّبو مزاجٍ يعزّ إرضاؤهم. جرّبَهم قبلك عليٌّ و لم يفلح، جرّبهم المنصور العباّسي و لم يفلح ايضاً، الحجّاج لم يفلح، الملك وقاسم والعارفان كلّهم جرّبوا و لم يفلحوا، حتى صدام لم يفلح. جرّبهم التقيّ والوضيع و لم يفلح أحد في ترويضهم، لأنّهم ببساطة شعب صعب المراس لا ينقاد بسهولة، شعب دينه الإعتراض.فالعراقي ياسيّدي و انت عراقي ـ للأسف ـ عندما لا يجد من يعترض عليه يعترض على نفسه، تصوّر!
النتيجة أنهم لا ينفعونك بشيء و لن يتركوك تهنأ يوماً بدولتك المزعومة هاذي.
لذلك و من منطلق الحرص كوني اشترك معك ـ للأسف ايضاً ـ بهِويّة الأحوال المدنيّة، أقترح عليك أن تختار أرضاً غير العراق ترفع عليها رايتك.
أنصحك يا مولاي المفدّى بقطر، نعم دولة قطر هي أنسب مكان تقيم عليه مشروعك المستقبلي، أعني دولة الإسلام العظيمة. فقطر ياسيّدي بلادٌ و إن تعسّر ايجادها على الخارطة الا أنها موجودة في الواقع. الكثير أكّد ذلك والدليل أن اسمها مخطوطٌ على قميص نادي برشلونة.
قطر يا خليفتي العزيز دويلة نفطية صغيرة تكفيها ثلاث عبوات وحزام لا غير. عبوة في سوق واقف ليقعد، عبوة في ستاد الدوحة الدولي، وعبوة قرب مؤخّرة الأمير. أما الحزام الناسف فليس للتفجير، بل إلبسه على خصرك و التقط لنفسك صورة سيلفي، ثم انشرها على تويتر مع تغريدة صغيرة تقول فيها راجزاً:
انا الخاطف الخاسف .. جئتــــكم بالنواسف
ناسفاً يتبـــــع ناسف .. مجاهراً غيرَ آسف
انشرها وانتظر ساعتين لا اكثر لتشاهد الشعب القطري المسالم يغرّد من مراكش.
حبيبي ابو البواكير اسمع الكلام و اخرج من أرض السواد قبل أن يسوّدوا عيشتك، و اعلم يا حبّاب أن ليس لك الا قطر فَصا(نع) الشيء أولى بحمله.
*سخ: سخّم الله وجهه، وعلى رواية صخّم الله ويهه وهو الأرجح عندي.