لم يخطأ من قال ( شر البلية ما يضحك ) , صرح سامي العسكري ان نوري المالكي له شعبية عند العراقيين تؤهله الحصول على ولاية ثالثة , تصريح مثل هذا يدعو الى الضحك بقدر ما يدعو الى الغضب , الشعبية لأي قائد تأتي من خلال ما يقدم من منجزات , وهذه بديهيه يدركها ابسط انسان , فما هي منجزات المالكي خلال ثمان سنوات ؟ المالكي نفسه , لا غيره , لا يستطيع التحدث عن هذه المنجزات , لانها غير موجودة اصلا , لذا تراه في تصريحاته و خطاباته يقول لابد من المحافظة على ما تحقق من منجزات , لكنه يبلع لسانه و يصمت دون ان يذكر منجز واحد حتى .
ما يحصل في العراق , منذ 8 سنوات و بقيادة المالكي , والى اليوم ليس انعدام المنجزات فقط , بل انعدام الحياة بكل ما تعنيه كلمة ( حياة ) من معنى , ولا داعي لذكر تفاصيل القتل اليومي للعراقيين او سرقة ثروات البلد او انعدام الخدمات فهذه اصبحت احاديث الشعب يوميا , و عودة الى
تصريح سامي العسكري حيث قال ان ( اتفاق البرزاني و علاوي و مقتدى الصدر على اقالة المالكي دليل على نجاحه ) هذا التصريح يقدم صورة كاملة الوضوح عن الكذب و الغش الذي يمارسه الساسة الذين يدعون الاسلام على الشعب . اولا : عندما يجد الناس مسؤولا فاشلا و يطالبون باقالته فهذا لا يعني ان هذا المسؤول ناجح , اذ ان هذا يعني دعوة لاستمرار الفاشلين و اللصوص و المتخلفين بقيادة البلد , ثانيا : الدكتور احمد الجلبي اعلن من على شاشة احدى الفضائيات بان الرئيس جلال الطالباني ذكر في جلسة حضرها الدكتور الجلبي وبعض الاصدقاء ان اصوات اعضاء مجلس النواب كانت كافية لاقالة المالكي , لكنه لم يمرر قرار الاقالة لان القيادة الايرانية اتصلت به و طلبت منه عدم تمرير القرار وانه اذعن للطلب الايراني لان ايران صاحبة فضل عليه , اذن , ايران هي من جعل المالكي يستمر في الحكم وليست شعبيته كما تدعي .
يا سامي العسكري هل لديك الحد الادنى من الشجاعة كي تعترف بان ايران هي من تقود الامور في بغداد ؟ بالتأكيد لن تفعل ذلك ولن تعترف بذلك لان ذلك سيجعلكم عراة بالكامل امام الشعب , من يؤيد استمرار المالكي بالحكم , وبعد كل هذا الفشل الذريع , انما يؤيد بالنتيجة الرغبة الايرانية ببقاء المالكي على سدة الحكم , وبالمحصلة النهائية يكون المالكي بيدقا بيد القيادة الايرانية تلعب به كما تشاء , ولن يكون بمقدوره رفض اي طلب لهم كونهم اصحاب الفضل في استمراره بالحكم , و اوضح دليل على ذلك ما تصرح به المليشيات من انها تأخذ اوامرها ودعمها من المرشد الاعلى في ايران , اضافة الى ما تفعله من استعراضات عسكرية علنية يحضرها سياسيون مقربون من المالكي دلالة على تأييدهم لها , اما هجومه على المليشيات في الاعلام فهو للاستهلاك المحلي .
الذي يروج لحصول المالكي على ولاية ثالثة واحد من اثنين , اما ان به لوثة في عقله ... او انه سليم العقل ... لكن له مصلحة شخصية في استمرار المالكي في الحكم , هل يعاني سامي العسكري من انفصام في الشخصية ؟ الا يشاهد الذبح اليومي للعراقيين منذ 8 سنوات والى اليوم
تحت ولاية ( حامل الراية ) القائد العام للقوات المسلحة ؟
ناهيك عن ضياع ثروة العراق بسبب السرقات والكومشنات التي يحصل عليها من بيدهم الحل والربط و امور اخرى كثيرة جدا لا يتسع المجال لذكرها . في اي دولة من دول لعالم , عندما يخرج قطار عن سكته يقوم وزير النقل بتقديم استقالته فورا لانه يعتبر نفسه مسؤول عن خروج القطار عن سكته ( وهذا حصل في مصر , كي لانذهب بعيدا الى اوربا و امريكا ) , اما عندنا في العراق فأن القائد العام للقوات المسلحة ( حامل الراية ) , كما يحلوا للعسكري تسمية المالكي , لا يعتبر نفسه مسؤولا عن القتل اليومي للعراقيين , لانه لو كان يشعر انه مسؤول عن حماية العراقيين لقدم استقالته منذ السنة الاولى لاستلامه الحكم , اذا كان القائد العام للقوات المسلحة غير مسؤول عن حماية ارواح و ممتلكات العراقيين , فمن هو المسؤول اذن ؟
خلاصة القول , الذي تمت تجربته لمدة ثمان سنوات , و كان ينتقل فيها من فشل الى فشل , لا يصح تجربته مجددا , كون الامر يرتبط بمصير وطن و شعب . المحرقة الحالية التي يعيشها العراق تحت ظل ( حامل الراية ) يجب ان تنطفيء نارها , ومن يروج لولاية ثالثة للمالكي , انما يريد لنار هذه المحرقة ان تبقى مشتعلة .
و أخيرا خلاص العراق من محنته يكمن في ان يتولى قيادته رجل ( شيعيا كان او سنيا ) يدور في الفلك العراقي , وليس تابعا يدور في الفلك الايراني .
مقالات اخرى للكاتب