عيد الله الاكبر ويوم الميثاق الاعظم يوم تنصيب امير المؤمنين علي بن ابي طالب وصيا لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في غدير خم بعد اتمام المسلمين لحجهم وهو مناسبة اقل مايمكن ان نقول عنها انها عيد الشيعة ويوم فرحهم منذ المئات من السنين وفي مختلف الازمنة والحكام وحتى في عهد الطاغية الملعون كانت هذه المناسبة من المناسبات التي تجمع العراقيين وتوحدهم على ولاية امير المؤمنين(ع) ولعل الاهزوجة التي يرددها زوار مرقد امير المؤمنين في النجف الاشرف (بايعناك ياكرار وجينة نجدد البيعة) هي من مميزات تلك الزيارة ولم يمنعهم من ذلك حتى سجون الهدام ومطاميره ومشانقه وانا هنا ليس في محل لإثبات احاديث الغدير او صحتها ولكن لفت انتباهي شيء قد يكون غائب عن الكثيرين وهو اننا نعيش الان في حكم الحكومة الشيعية والحزب الحاكم هو حزب الدعوة الاسلامية هو من احزاب الشيعة ومع ذلك فإننا لانرى هناك احتفالا او لا اقل اهتماما بعيد الغدير على الرغم من ان اغلب العراقيين كانوا يتوقعون ان تكون هناك احتفالات عظيمة بهذه المناسبة العظيمة بعد رحيل الهدام اللعين وبعد تفكير عميق في الاسباب التي يمكن ان تكون حائلا او ذريعة في عدم الاحتفال بهذا العيد الاغر وتوصلت الى مايأتي :
1. ان الاحتفال بعيد الغدير معناه السير على خطى صاحب المناسبة هو الامام علي بن ابي طالب(ع) وهو رجل العدالة الانسانية والتقوى والزهد بلا منافس ومعنى ذلك ان يقوم الحزب الحاكم وكنتيجة للاحتفال بهذه الشخصية العظيمة ان يحذو حذوها وهو من الامور المستحيلة في قاموس الحزب والحكومة بل اصبحت من الامور المتعذرة جدا بعد اقبال الدنيا عليهم .
2. ان الاحتفال بعيد الغدير معناه التذكير بقائد الامة ورئيسها في كل زمان ومكان وهو رمز الشيعة داخل العراق وخارجه وهو امير المؤمنين(ع) وهذا مالا يرتضيه الحزب الحاكم لرئيسه في الوقت الحاضر فهو يريد من الشيعة ان تعتقد ان لارمز لها في هذا الزمان الا مختار العصر ووارث الائمة .
3. ان الاحتفال بعيد الغدير معناه الاحتفال بالعيد الرئيسي للأغلبية في العراق وهم الشيعة وبذلك يمكن ان يوصف السيد المالكي بانه طائفي او يحسب على الشيعة وهو في اكثر من مرة يقول انا ضربت الشيعة قبل السنة فيقع في الحرج .
4. ان الاحتفال بعيد الغدير في نظر الحكومة اصبح من الامور الخرافية والامور القديمة حيث اننا نعيش الان في القرن الحادي والعشرين ومن المفروض ان نحتفل بميلاد مايكل جاكسون أوعيد ميلاد نانسي عجرم او حصول ميسي على لقب افضل لاعب في العالم وغيرها من المناسبات المهمة لا ان نحتفل بمناسبة جرت قبل 1400 عام .
5. الاحتفال بعيد الغدير يستلزم ان يقوم المتبني للاحتفال بالحضور والقاء الكلمات ويشارك الناس في هذه المناسبة وكل هذه الامور تتطلب من الشخص ان يكون شكله ولبسه يساوق مايجب عليه ان يكون المؤمنين من الوقار والحشمة وإطلاق الذقون وغيرها من الامور واما اعضاء حزب الدعوة والحزب الحاكم فقد اطلقواالعنان لكل شيء مستحبا كان ام واجبا .
6. من ضمن فعاليات الاحتفال بعيد الغدير هو زيارة مرقد امير المؤمنين (ع) في النجف الاشرف ولابد خلال الزيارة ان يزور المرجعية الدينية وهو امر يرفضه المراجع فهم يرفضون استقبال المالكي ولذلك وانطلاقا من المثل العراقي (لاتدوس الجن ولاتقرة المعوذات ) الغى رئيس الحزب الحكام النجف الاشرف من قاموس زياراته.
7. ان الاحتفالات بيوم الغدير يتطلب تخصيص اموال ورصد ميزانية معينة وانتم كما تعرفون فأن الحكومة تعيش في تقشف ونقص حاد في الاموال والثروات ولذلك فهي ترى ان صرف الاموال على الفقراء والمساكين في العراق اولى من انفاقها على هكذا مناسبات .
8. العراق متعدد الطوائف والاديان ولذا فان مشاركة الحزب الحاكم بعيد الغدير وهو مناسبة شيعية بامتياز يلزم الحكومة بمشاركة بقية الطوائف والاديان في مناسباتهم ولان الرجل رئيس الحكومة كما يصرح به دائما انه من عائلة متدينة فهو لا يستطيع ان ينسلخ من عقيدته الشيعية التي تجري بدمه .
9. المناسبات الشيعية كثيرة جدا فهناك الغدير والمبعث وولادات الائمة ووفياتهم ولذا فان المشاركة فيها يأخذ كثيرا من وقت اعضاء الحزب الحاكم والحكومة المكرس بأكمله لخدمة البلد وابنائه .
10. الاحتفال بعيد الغدير والمشاركة فيه من قبل اعضاء الحزب الحاكم سيؤدي الى ادخال الفرحة والسرور على اكبر طائفة في العراق وهم الاغلبية وهو ما يساعد في رفع شيء من المآسي التي يمر به ابناء البلد المظلومين وهذا ما لا تريده الحكومة لان الشعب يجب ان يظل في حزن وهم وغم واكتئاب مادام هناك عرق ينبض .
مقالات اخرى للكاتب