يتعرض الوطن الى اكبر جريمة في تاريخه القديم والحديث , وضعه رهينة لمآرب الدول والجهات الخارجية , وبعضها معادية تبغي تدميره وخرابه وتفككه , و بيعه في المزاد الرخيص , اضافة الى سرقة خيراته ونهب امواله , وكما تشير التقارير الصحفية من المنظمات الدولية التي تشرف على اسواق المال وتصريف العملة , بانه يتم تهريب مئات الملايين الدولارات الى الخارج بمختلف الطرق الشيطانية اسبوعيا . من قبل القادة السياسيين , الذين يشرفون على شؤون البلاد ويتولون مناصب رفيعة في الدولة , ان هذا العبث في مقدرات وخيراته , يصب في سياسة تجويع الشعب , حيث بلغ ربع سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر , بينما ميزانية المالية السنوية , هي اكبر ميزانية في المنطقة , لكنها نصفها يذهب الى جيوب حيتان الفساد , والباقي منها توزع كرواتب على العاملين والموظفين في الوزارات ومؤسسات الدولة , والفتاتات الباقية مصيرها , مثل مصير الكلاب السائبة حين تشعر بالتخمة من الاكل , تمرغ الفضلات في التراب حتى لا تكون صالحة للاكل , هكذا بالضبط يتصرف قادة البلاد من معطوبي القيم والاخلاق , في مفردات البطاقة التموينية , في توزيع المواد الغذائية تالفة وفاسدة ومنتهية الصلاحية , او مواد غذائية المسرطنة , وعلى المواطن ان يختار الامراض الخبيثة ام مرض السرطان , وهذا ما يفسر بان العراق اكثر بلدان العالم مصاب بمرض السرطان , هكذا قادتنا السياسيين فتحوا الابواب مشرعة الى حيتان الفساد , او الى العتاة المجرمين اصحاب الظلام والقتل والذبح , بحرية تامة , وبعض الاحيان يبدأ عملية السلخ والذبح تحت اشراف الاجهزة الامنية او على بعد امتار قليلة منها , وهي في موقف المتفرج , ان هؤلاء القادة لم يقدموا الى الشعب , سوى الطائفية الملعونة والنهب والابتزاز والاحتيال . وزجاتهم تلبس الاحزمة المرصعة بالذهب الخالص , وليس بعيد او غريب ان يلبسن احذية ذهبية ويأكلن بملاعق ذهبية , بعد ما كانوا في الماضي القريب , عالة على دول الهجرة , حيث يعيشون على المساعدات الشهرية الشحيحة والفقر ساكن معهم لا ينفصل منهم . و الآن اصحاب الملايين والجاه والمقام العالي , ولهذا فاجئ سكنة منطقة الخضراء , بان زوجة مسؤول كبير , تحضر مجلس عزاء حسيني , وهي ترتدي ثوب اسود اللون وتلبس حزام مرص بالذهب , اثار دهشة الحاضرات , بهذا النهج الاستفزازي والاستخفاف والاستهتار بقيم وكرامة الشعب , في الايغال بالظلم وحرمان اكثرية الشعب من العيش الكريم والحياة الكريمة . كأنهم اختار الظلم والطغيان , نهج لخلودهم الابدي في الحكم , او الطريق المفضل لتمسك بالمناصب والكرسي . لكن نسوا وتناسوا كلام الامام علي ( ع ) حيث قال ( اذا رأيت الظالم مستمر في ظلمه , فاعرف ان نهايته محتومة , واذا رأيت المظلوم مستمر في مقاومته , فاعرف ان انتصاره محتوم ) لذا الحذار , الحذار من ارهاق الشعب بالظلم والطغيان , يعني نهايتكم محتومة , مثلما سبقوكم من الطغاة , فلن يكون مصيركم افضل منهم , مهما تشبثتم بالطائفية والدين والايمان والتقوى المزيفة والمنافقة , فان قبوركم اما في مقالع القمامة والازبال , واما في مجاري الصرف الصحي , حين ينهض المارد العراقي المكبوت , ليرمي هؤلاء الصعاليك معطوبي القيم والاخلاق والدين.
مقالات اخرى للكاتب