الشعب العراقي ليس اقل من غيره من الشعوب التي تتمتع بحس سياسي مرهف وهو قارئ ومحلل سياسي جيد لما يدور ويحصل من حوله ولذلك قالوا عنه ( انه يقرأ الممحي ) العراقيون أرادوا ان يثبتوا للعالم أنهم شعب متحضر يتوق للسلم والحياة المدنية المتحضرة وعليه فعندما سنحت له الفرصة لممارسة الحياة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع راح ملبيا نداء الواجب هاتفا نعم للديمقراطية والسلام والتسقط فلول الإرهاب، وأقدم على صناديق الاقتراع متحديا مفخخات القاعدة وأعمال قوى الإرهاب مجتمعة وقد قدم العديد من الشهداء وهم في طريقهم نحو مراكز الانتخابات..فهل كان هذا الشعب العظيم يتوقع ان تنتج عن كل تلك التضحيات مثل هذا البرلمان الكسيح والذي لا يقوى الوقوف على قدميه، وحينما يعجز عن التصدي للقوانين ذات المساس المباشر بمصالح وهموم الشعب العراقي نراه يتستر وراء إصدار الكثير من القوانين المتعلقة بطابعها ومحتواها العربي والدولي والتي لا يرى فيها إحراجا اوجهدا او خلافا بين مكوناته الطائفية و لذلك يستطيع تمريرها بسلاسة، ومن يريد التأكد من ذلك ما عليه ألا ان يتابع ما يصدر من قوانين وقرارات المجلس والتي 99% منها ليس لها صلة او علاقة مباشرة بهموم ومشاكل الشعب العراقي... وأنا عندما اكتب عن البرلمان والبرلمانيين فانا لا أرجو ولا أتوقع أملا فيهم ولا اعتقد ان يصلحوا ويعدلوا في مسيرتهم ..واني ان اعتقدت ذلك فهذا ناتج عن ممارساتهم من جهة وعن تجربتنا الشخصية الحية من الجهة الأخرى ، ولكن ومع ذلك ان ما يدعوني للكتابة حول هذا الموضوع هما سببين أولهما أريد ان أقول للبرلمانيين الطائفيين إنكم مهما تشبثتم بطائفيتكم ونسيتم او تناسيتم مواطنتكم وخدمة وطنكم ومواطنيكم فان مصيركم مرتبط بكلمة يقولها ذلك المواطن النبيل الذي لا تتذكرونه الا في موسم المزايدات الانتخابية وأنكم سوف لا تجنون الّا الخيبة والفشل الذريع وستجرون أذيال خيبتكم ولعنة الشعب والتاريخ تظل تطاردكم ...أما من هو أهم بكثير منكم ومن أفعالكم وتاريخكم ،فهو المواطن العراقي الذي أريد مخاطبته لأقول له ، ألا اتعظت أيها المواطن الشريف من التجارب القريبة التي عشتها بكل تفاصيلها ومداخلها ومخارجها ؟ ...وماذا جنيت عندما أعطيت صوتك وهو ضميرك لهذا البرلمان الطائفي الغارق في الطائفية والعرقية والمناطقية والمحاصصة ؟ ..انظر أيها المواطن الى ما حولك وأنت ادري من غيرك بما حقق لك هذا البرلمان الكسيح وتساءل مع نفسك؟ الا تستحق ، ماء صافي عذب كبقية شعوب الأرض، كهرباء، علاج صحي ، بيئة نظيفة ، مجاري وصرف صحي ، شوارع مبلطة ونظيفة ، حدائق ومتنزهات مزهرة ، ضمان اجتماعي بدل التسول ، سلم أهلي وأمان بدل القتل والاختطاف ، حفاظا على أموال الشعب وممتلكات الدولة ، حفظ كرامة وإنسانية العراقي بين شعوب العالم ،، عشرة سنوات لم يتمكنوا من حل ابسط الأمور لماذا ؟ ..لانهم غارقون في وحل الطائفية والعرقية والمحاصصة ( قال الشيعي وحكى السني وطالب الكردي ) فهل هؤلاء وأمثالهم يستطيعون قيادة حكم ودولة ويحققون للإنسان العراقي ما يحلم به؟ وهو حلم بسيط ( العيش الحر الكريم) .العجيب في الأمر إني قد التقيت بالكثير من العراقيين وهم الذين يشكلون الغالبية وعندما تجادلهم وتناقشهم في هذه الأمور تصل الى نتيجة واحدة واتفاق تام وهو ان لا أمل ولا رجاء في هذا البرلمان وهذه الحكومة ، ولكن المشكلة عندما تسأل عن البديل وتطالب بالتغيير يأتيك الجواب والنتيجة المخيبة للآمال وكأن الشعب العراقي عاقر لا يستطيع ان يأتي ببديل لهؤلاء ، وفي نهاية المطاف يقولون لك ماذا نعمل ( ماكو غيرهم) وهذه الطامة الكبرى عندما يحل الفكر الطائفي بديلا عن فكر المواطنة .. وهنا أناشد القوى الديمقراطية الوطنية العابرة فوق الطائفية والمناطقية والعرقية والمحاصصة ... أين ومتى وكيف؟ ...سيتعرف ويعرف ويرى ويلمس الشعب العراقي أفعالكم ووجودكم وتأثيركم وقوتكم وتواجدكم؟.
مقالات اخرى للكاتب