في كل دول العالم الديمقراطي فأن الأشخاص الذين يرومون دخول البرلمان يكون لديهم برامج ومشاريع وأفكار يطرحوها على ناخبيهم قبيل الدورة الانتخابية ويوعدوهم بالسعي لتحقيقها من خلال كتلهم او أحزابهم او حركاتهم التي ينتمون اليهم لأنهم بالتأكيد لا يمكن لوحدهم ان يحققوا ما يوعدون به وبالتالي تكون هذه البرامج الانتخابية مرتبطة بما ينتمون اليه من فكر سواء أكانوا أفراد ام منتمين لجهات معينه،أكان نائب لدورة سابقة او يسعى لان يكون كذلك في دورة لا حقة ،وفي نهاية المطاف فأن في نهاية الدورة الانتخابية النائب الذي دخل الى قبة البرلمان مطالب بأن يوضح لناخبيه ما أنجزه من وعود أطلقها قبيل الانتخابات وما قدمه من خدمات لهم وما عجز عن تحقيقه وأسباب النجاح وما تحقق وأسباب العجز وما لم يتحقق، بحيث تجعلهم يثقون به ليعيدوا انتخابه لدورة ثانية ولابد ايضا انهم ( أي الناخبين ) قد تبين لهم خلال الدورة الانتخابية حقيقة الإنجازات التي وعدوا بها او طبيعة التواصل الذي كان بينهم وبين من اختاروه لان يكون ممثل عنهم والاكيد فأن سنوات اربع لايمكن ان تختصر بأخر سته اشهر ، وهو الامر الذي يعني ان لا يكون اي تواصل بينهم اي الناخب وممثله في البرلمان الا بهذه الأشهر الاخيرة.
وعندما نتحدث عن التواصل بين النائب ومن انتخبه او أوصله لقبة البرلمان قد أخذ يتطور ويأخذ مجالات متعددة ومتنوعة ومنسجمة مع التطور التكنولوجي الحاصل فبعد ان كان التواصل يكون من خلال وجود مكتب للنائب( ان وجد ) في المنطقة التي يمثلها وهواتف تمكن ناخبيه من الاتصال به ( ان وجدت) لإنجاز او متابعه موضوع معين او لخدمة معينه او لشكوى او لتسهيل موضوع او غيرها من الامور التي يكون فيها المواطن يشعر أنها لايمكن لها ان تنجز من دون دعم وإسناد من يمثله في مركز القرار ، فنقول ان وجود مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر والإنستغرام وغيرها مثل الوتساب وآلتانكو والفايبر وغيرها وغيرها قد قربت المسافات وجعلت النائب الذي يعمل بصدق او يريد ان يتواصل بصدق مع ناخبيه اقرب اليهم وبالتالي ان كان هناك هاجس أمني مثلا من تواجد السيد النائب في مكتبه او انشغالاته بلجان البرلمان او ايفاداته فأن هذه الوسائط مع وجود مكتب إعلامي مهمته التواصل مع المواطنين وإيصال طلباتهم ورغباتهم وشكاواهم اليه وجودهااصبح مهم وضروري .
ولكن ان يكون السيد النائب او المسؤول وطوال سنين الدورة الانتخابية منقطع عن جمهوره الذي أوصله لكرسيه الجالس عليه ومتمتع بكامل مزاياه وحقوقه ولا يتذكر ناخبيه في ألا في اخر ايام الدورة البرلمانية فتراه ساعة يزور رياض اطفال يربت على أكتافهم او يرتدي خوذه عمل أويعمل مع العمال او يزور أماكن شعبية أويمارس نشاطات اجتماعية لا تنسجم احيانا مع الأفكار التي عرف انه يحملها أومن خلال نشاطاته العامة وغيرها وهو الامر الذي حمل تهكم من المواطنين فأطلقوا الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي حملة ساخرة ( حملة صورني واني ما ادري ) وهي التي تحاول ان تبين ان هذا المسؤول او ذلك يدعي ان تغطية نشاطاته العفوية يتم من دون علمه وهو على علم تام بكامرات التصوير ويحصر هذا الجهد في اخر ايام الدورة الانتخابية .
نعم ان من حق المسؤول في الدولة ان يبين للمواطنين جهوده وعمله وتواصله معهم وهو حق لجمهوره عليه ويستعمل كل الوسائل المتاحة لذلك ولكن لا يتوجب ان يكون ذلك بشكل يبدو فيه انه يتم من دون علمه او بطريقة تنم عن استغفال للمواطن او محاولة ذلك ، وإلا يكون ذلك حصريا قبيل الانتخابات فقط ، فكناخب ابحث عن تأريخ الشخص الذي سأنتخبه ونشاطاته ولي الحق بأن أسعى لذلك بكل الوسائل فأبحث عن كتاباته ان كان يكتب او نشاطاته ان كان نشط خلال سنين ماضية وشهادته او تأريخه الأكاديمي ان كان حامل شهادات وانتمائاته ان كان لديه انتماء لجهة معينه وحتى مداخلاته ومشاركاته على مواقع التواصل الاجتماعي لها أهمية ، فهذا يعطيني مؤشر واضح عن شخصيته وأفكاره وهل سيكون هو الشخص المناسب ليمثلني لأعطيه صوتي في صندوق الانتخاب.
اذا فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت لها أهمية كبرى لنتعرف على من يريد ان يترشح للدورة الانتخابية القادمة ويجب ان نعلم نشاطاته وأهدافه ومشاريع هو و برنامجه الانتخابي ولا مانع لدينا ان يلتقط صور له حيثما يذهب ولكن تحت شعار ( صورني واني ادري واعرف ) لان يجب ان يعلم الناخب ومن يريد ان ينتخب بضم الياء وماذا يريد الطرفان وبضم الياء أيضاً وكيف لهما ان يفعلا ذلك لتحقيق الهدف الأهم خدمة الوطن والمواطن . وايضاً أن التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مهم مع المسؤول يتوجب ان يكون بالأسماء الصريحة ومن دون تجريح او أسائة لأي طرف فالاشخاص الذين يتخفون تحت أسماء وهمية وغير صحيحة يهدفون او تكون لديهم أهداف خبيثة لتواجدهم في هذه المواقع وهدفها التشويش والاسائة فقط والتسقيط من دون ان تكون أهداف بنائة او واضحة فمن حقنا ان نبين للمسؤول أخطائه ان وجدت ونبين له إيجابياته ايضا ان وجدت وندعم كل توجه وطني صحيح وأي مشروع يخدم البلد فنشجع الإيجابي ليزيد منه وندين السلبي ونرفضه حتى لا يتكرر ونحمل الشجاعة لقول وفعل كل ذلك .
ومضة:
أرى ألف بانٍ لم يقوموا لهادمٍ فكيف ببانٍ خلفه ألف هادمِ
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
مقالات اخرى للكاتب