کما کان متوقعا، تم الافراج غير المشروط عن واثق البطاط الامين العام لحزب الله العراقي بعد أن تم إعتقاله في ظروف غامضة و ضبابية لفترة شهر و نصف، ويبدو أن أعضائا في کتلة دولة القانون قد رغبوا منذ بداية إعتقاله إعطاء إشارات بهذا الخصوص، عندما صرحوا بأن ليس هناك أية جرائم إرتکبها البطاط لکي يتم محاکمته على أساس منها.
البطاط الذي أثار أکثر من مشکلة مع السعودية و الکويت و المعارضين الايرانيين في مخيم ليبرتي، شکك الکثيرون حتى في مسألة إعتقاله و قالوا أنها مجرد سيناريو خاص يهدف الى تحقيق غايات محددة أهمها، الايحاء للأطراف السنية العراقية بأن إعتقال النائب المعارض أحمد العلواني لم يکن إستهدافا خاصا و محددا وانما هو جزء من حملة عامة إستهدفت واثق البطاط أيضا، کما أن المالکي حاول أيضا إحراج أطراف و منظمات معنية بحقوق الانسان کانت تتهم الحکومة العراقية بالتورط في شن هجمات على المعارضين الايرانيين، بإعتقالها للبطاط الذي کان قد إعترف لأکثر من مرة بمسؤوليته عن شن هجمات صاروخية على سکان مخيم ليبرتي.
المثير في قضية الافراج عن البطاط، انه قد بادر فور الاعلان عن ذلك الى إطلاق تصريحات ضد رئيس الوزراء نوري المالکي قال فيها ان" اعتقاله تم وفق بلاغات كيدية يقف رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ورائها"، وفيما اتهم المالكي بالفشل في معركة الانبار وتدمير "الشيعة"، حذر " المكون الشيعي من انتخاب المالكي مجددا"، كونه سيكون البداية لتهجيرهم من منازلهم في مناطق الفرات الاوسط والجنوب."، وهو مايؤکد عدم إکتراثه بالمالکي و الايحاء بأنه لوحده يمثل قوة و تيارا على الساحة الشيعية العراقية لها حسابها و وزنها الخاص.
الاعتزال المفاجئ لزعيم التيار الصدري الذي جاء مناسبا و مفيدا للمالکي، والذي يمکن ترجيحه على أنه جزء من السيناريو الخاص بإعادة إنتخاب المالکي لولاية ثالثة، لم يمض عليه سوى فترة قصيرة حتى و تم الافراج عن البطاط، الذي بادر کما نرى الى شن هجوم عنيف على المالکي و طالب الشيعة حتى بعدم إنتخابه مجددا، يمکن إعتباره سيناريو إيراني أکبر تم الاعداد و التخطيط له في طهران من أجل تقليل و تخفيف الترکيز على دورهم في إعادته لولاية ثالثة.
المشکلة و العقدة التي ليست لها إجابة او حل، هي أن واثق البطاط متهم فعلا بإرتکاب جرائم ضد الانسانية و بعظمة لسانه عندما أعلن عن مسؤوليته عن القصف الصاروخي لسکان مخيم ليبرتي لأکثر من مرة، الى جانب قضايا أخرى يجب إنتظارها من هکذا شخصية مثيرة للجدل، وان الزعم ببرائته أمر لايمکن التصديق به أبدا بل وحتى يمکن تصوره مسألة لها علاقات بالطائفية بأسوأ صورها و التي ينفخ حاليا المالکي بنفسه في قربها غير المثقوبة!
مقالات اخرى للكاتب