بالأمس القريب أدّت الاستجابة المجمعيّة ذات "الصلي المفرد" بحياة علم ثقافي عراقي ليس من السهل تعويضه في المجتمعات المتطوّرة الفائضة الإنتاج لمثل هذا النوع الداعم للتحضّر ومجابهة المستقبل وهي أحلام تراود كلّ عراقي وكانت تراود النجم (أحمد الربيعي) أيضًا والّذي عني اغتياله أمام العالم الّذي لا يلتفت إلى الوراء إلّا دليل هيمنة المجمعيّة الدمويّة المصابة بعمى الرؤية الانعكاسيّة, فبالتأكيد لا يعنيهم في شيء هذا النجم الثقافي عراقي بقدر شعورهم بالارتياح لمواصلة ارتدادهم مطمئنّون بمسارات الانكفاء إلى الهاوية الّتي يعانون منها يحسبونها رقيّ إلى جنّة وليّ لا تعنيه الحياة بشيء ولا يعني امر مولود أتى للدنيا عن طريق السعي بشيء, فالتصفية طريقهم الوحيد لقتل معاناتهم سوء فهمهم للحياة, وعمليّة اغتيال الربيعي أو اغتيال امثاله بمختلف دلالات القتل عيّنة واضحة من منتج (الفهم الانعكاسي) التلقائي ,وهو مرض انتشر بشكل كبير بين شرائح واسعة من بين المجمعيّة المسلمة العامّة داخل العراق أو خارجه سواء من أدّى تقرّبه إلى الله دفاعًا عن "نائب" لهذا الإله" أو دفاعًا عن زعيم ديني يحمل الموبايل بجيبه مقتنع بأنّ التطوّر التقني هي عمليّات استحضار "جنّ" لخدمة ايديولوجيّة امثاله.
السلاح الايديولوجي بنوعه الديني من أخطر الأسلحة الفتّاكة على حياة الجنس البشري ,خاصّةً مع وجود أسلحة الفناء الشامل النوويّة المعاصرة وهي لحدّ الآن بعيدة نوعًا ما عن أيد المسلمين ذوي "تلقائيّة التنفيذ الدموي" والأخطر منها أسلحة "التوجيه النانوي" وألله اليستر ..والسلاح الايدولوجي أكثرالأسلحة تلويثًا سياسيًّا للبيئة ,تنقل إشعاعاتها المنضّبة لعدّة أجيال, وحادث مقتل السفير الروسي في إستانبول دليل إشعاعي ملوّث ,كما لا يبتعد حادث أمس الدموي وسط لندن عن التلوّث بعمى الفهم, تبريره من نفس جنس عمله بسعي تركيا لإثبات حضور عالمي يصعب قبوله مع فكر يحمل ايديولوجيا الإقصاء القسري عن الحياة لمجرّد اختلاف ,فقد أطلقت أوّل من أمس تحذيرًا موجّهًا لعموم أوروبّا إن لم تلبّ "مطاليبها", اتى ذلك التحذير على خلفيّة اتّهامات متبادلة بين استانبول وأمستردام اصطفّت فيها برلين مع العاصمة الهولنديّة, وهجوم برلمان لندن يؤكّد حالة سلوكيّة من هذا النوع كما اكّدته "الهيجانات الخلّبيّة" ,فهي من فصيلة ذات الدمغة السلوكيّة المشتركة لكافّة المسلمين ,كمسلمي الجبنة الدانماركيّة وكاريكاتور باريس وغزو العراق والدخول "الجاهز" للاحتلال الأميركي لأفغانستان بعد توجيهة انعطافيّة صغيرة لل pretectum أقنعتهم به كابينات الإفتاء المشيّدة تحت الأرض: بالفارق "الديني" ما بين "الملحد" وما بين "أهل الكتاب".. وأخطر ما في هذا السلاح الآيديولوجي تلقائيّة تنفيذه من دون تلقّي أوامر التنفيذ ,فلكلّ مسلم جهاز ردّة فعله الخاص والمشترك بنفس الشفرة مع بقيّة أفراد المجمعيّة الاسلاميّة يعمل تلقائيًّا ,يقع في مقدّمة (الثلم) والدماغ الأوسط ,وهي طرق غير واعية, الطريق الذي يذهب إلى ما تحت الثلم hypothalamus هو مسؤول عما يسمى بالإيقاع اليومي circadian rhythm أو "الساعة البيولوجية" كما يطلق عليها اعلاميًّا. الإيقاع اليومي يدير مجموعة من المنعكسات الإفرازية التي تنظم الـ homeostasis، أي أنه مسألة غير واعية. الطريق الذي يذهب إلى "ما أمام سقف" pretectum الدماغ الأوسط هو مسؤول عن عدد من المنعكسات غير الواعية. الطريق الذي يذهب إلى "التليلة" العلوية superior colliculus هو مسؤول عن ظاهرة "الرؤية العمياء" blindsight. أو ما نستطيع تسميته "الرؤية الدمويّة العمياء ذات التصرّف الانعكاسي الفوري دون الرجوع لمرجعيّة".
ليس الإسلام فقط من يخضع أتباعه لهذه المستحدثات المنحرفة من الارتداد العقائدي على نفسه كما يرتدّ الدواء أو الطعام على نفسه ويصبح فاسدًا قاتلًا بمجرّد تذوّقه إن تجاوز مُدد صلاحيّة استخدامه ,فقد سبقته عقائد كانت صحيحة سليمة لكّنها لم تخضع لسنّة الحياة في التجديد بسبب (المعمّمون) ذووا المصالح الاستراتيجيّة الدنيويّة عادةً, ففسدت وتحوّلت إلى عقائد جحيميّة ماحقة ,منها في يوم واحد أودت بحياة 6 ملايين أوروبّي قبل بضعة قرون.
مقالات اخرى للكاتب