في عراق يكون لك كل شيء ولاشيء لن تعرف فيه ذاتك الا عندما تكن نفسك وتهرب الى الكتابة يقال ان الشاعر العربي يلهمه شيطان شعر يجبره على ان يقول شعره بعفوية وارتجال يبدو ان لديك شيطان كتابة يضغط عليك حتى ان احدهم قال انك ان لم تكتب ستصيبك جلطة قاتلة لحجم ما تحمله من مشاعر مؤلمة فلا بد له من ان تكتب كما لا بد لغيرك من ان يتكلم بصوت عال كي تبقى على قيد الحياة احيانا تجد نفسك كالاخروكالغير تكون مثله نسخة طبق الاصل عدوالا فرق الا في اسماء اشخاص وعنوان سكن ان هاجموك قد تهاجم ان استعبدوك او استبعدوك قد تحاول ذلك ايضا في سيناريو التدمير المتبادل الذي لايستطيع فيه اي احد الغاء الاخر وفي جنون الفناء والافناء تستكمل الاساتعدادات في حقل التجارب لاختبارات جديدة تكن فيه كما كنت كل مرة فار المختبر كي يتم انشاء برج بابل البرج السجن في اسطورة الجنائن المعلقة في غرف التعذيب حيث ترحل ولا تعود كما قد كنت لانك تتعمد ان تعمي نفسك عندما تتعب من رؤية نفسك في كل مكان وفي كل وجه ورغم انك اعمى ما زلت تبصر فتهرب الى الجوار بعيدا عن ضوضاء التعفن ولا شيء يتغير الا الاسماء وبعض الوجوه احيانا وعندما يسالون عنك تجد انه لا احد يعرف عنك شيئا حتى انك قد اسقطت من حسابات الجميع فان بقيت لم يعبا بك احد وان غادرت كانك لم تكن لا قيمة لك عند غيرك ودوما انت تعتذر عن اي شيء وعن لاشيء تعتذر ان ما يخشاه انسان البير كامو المتمرد وما يشكو منه هو انه لايلتزم بالضوابط باي قواعد وقوانين يريد ان يكون حرا من كل شيء ومن اي شيء لكن سرعان ما يقمع محاولة الجلوس في المنتصف لتجد انه من الافضل لك الابتعاد عن حافة المنعطفات عن الشوراع الضيقة عن نوبات الاختناق المزمنة الابتعاد عن الوقوع في الحب عن اي شيء تبحث عن اصوات بشرية عن الانسان تحاول الحصول على اي مكان سعيد في حياتك اي شيء يبعثك على السعادة قبل ان يدهسك سائق ثمل يقود بجنون او تنفجر عبوة ناسفة بقربك او ان تقتل بكاتم صوت لتسرع في سباق مع الزمن الذي تهدره في البحث عن لذة او رائحة عطرة تخبرك بوجود ما هو جميل رغم كل شيء الا انك تجد نفسك قد فقدت القدرة على التذوق او على ان تكون رجلا لم تعد كما كنت في الماضي تنحت في الحجر بل اصبحت كمن يكتب بدخان سجائره قصائدة المعلقة الهاربة في مهب الريح حتى القصيدة اصبحت تهرب منك وتجد ان غيرك اصبح مقامرا فيك مقامرا اما ان يكون لك قاتلا او سارقا كيلا يدخل السجن بل يكون عليك قائدا تجد المعجزات في اكتشاف المجهر في الصعود الى الفضاء في عالم المعلومات ورغم ذلك تظل رغم كل ذلك تبحث عن اغرب الاشياء غموضا اقرب الاشياء وتتسائل هل يمكننا التعرف على انفسنا ماذا تعلمنا من انفسنا ماذا سنقول لانفسنا ما الذي نود رؤيته وما الذي نود معرفته؟ ان تمكنا من الخروج من انفسنا للنظر اليها؟ او لينظر لنا ان نكون غيرنا في العراق يكمن الكثير في الطين في عمق الارض هو هناك في العراق انت مرتبط بشيء ما في العراق بلد المستحيل وطن المنفى جنون اللاشيء اللا احد في العراق لاتستطيع ولا تعرف لم لا في العراق تبدأ القصة بشاب ساذج متهور ضعيف اتهم بانه فعل شيئا لايغتفر و عندما اراد ان يعتذر فقد شجاعته اراد ان يفعل شيئا لغيره معتقدا انه يفعله لاجلهالا انه كانقد فشل في ذلك وفي محاولتك الاخيرة الفاشلة في اخر فشل تريد ان تختم به المسرحية الفاشلة لتسدل الستار عن ما تبقى من حياتك تقرر ان تحل محل غيرك او ان يحل غيرك محلك ان تكون غيرك او يكون هو انت وفي انتظار حدوث اي اختلاف بسيط يغير كل شيء او هكذا تتوهم او تتسائل او تحلم بالفرصة بالواقع الجديد بامل زائف هو اوهن من خيوط العنكبوت بعد ان اصبحت مدمنا على غموض جديد واي جديد ليس ثمة اي جديد كي تبقى بعيدا عنه او تقترب منه ورغم ان الحاجز الزمني قد تحكم عندما كسر حاجز الصمت الان الزمن توقف كما المكان قد تضائل في العراق حتى ضاق بك ذرعا في عراق تشعر به بالتميز الا انك تجد انه في عراق هو وطن التراب حيث التراب للتراب وفي عراق الحريق حيث الرماد للرماد تذره الريح في خاتمة المطاف لن تجد الا نفسك تعود اليك مرة اخرى.
مقالات اخرى للكاتب